صفاقس: انطلاق فعاليات دورة مخبرية بعنوان “تخصيب النبات وزراعة الأنسجة النباتية”
ببادرة من المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بصفاقس، وفي إطار التعاون بين جامعة صفاقس وجامعة «غينت» في بلجيكا، تحتضن مدينة صفاقس، بداية من اليوم الاثنين وإلى غاية يوم 3 جوان القادم، فعاليات دورة مخبرية (لاب كورس) بعنوان «تخصيب النبات وزراعة الأنسجة النباتية»، وذلك ضمن مشروع التوأمة الأوروبي «إينبلانتوميكس» الذي تم إطلاقه في شهر ديسمبر الماضي والرامي إلى تعزيز قدرات الباحثين وفرص الابتكار في جامعة صفاقس في مجال علم النبات.
وعرفت هذه التظاهرة العلمية مشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين والخبراء من تونس وبلجيكا وإيطاليا وتركيا، سواء بالحضور أو بالمشاركة عن بعد، وهي بمثابة سلسلة من المداخلات العلمية وتشمل تقديم نتائج الدراسات في اليوم الأول وتأمين دروس تكوينية لفائدة طلبة الدكتوراه في البيولوجية النباتية في باقي الأيام.
وتهدف إلى تمكين الباحثين الشبان في علوم النبات من التقنيات المتطورة في زراعة الأنسجة النباتية خدمة للفلاحة المستدامة وتكثيف المحاصيل فيها وهو ما تتيحه التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في زراعة الأنسجة النباتية، وفق ما ذكره عضو فريق البحث المشرف على مشروع «إينبلانتوميكس» الأستاذ أمين العش.
من جانبه شدّد منسق المشروع الباحث، معز حنين، على أهمية هذه المشاريع العلمية من خلال مساهمتها في تطوير البحث العلمي في مجال البيوتكنولوجيا النباتية، وتحسين مؤشرات الإنتاج النباتي المستدام والحبوب النقية والسليمة في ظلّ التحديات التي تفرضها ظاهرة التغيرات المناخية وغيرها من الظواهر السلبية المعاصرة، مشيرا إلى أنّ هذا المشروع العلمي يمتد إلى غاية سنة 2025.
من جهته، أشاد نائب رئيس جامعة صفاقس، علي العيادي، بالقيمة الاستراتيجية لمشروع «إينبلانتوميكس» الذي يعد واحدا من 6 مشاريع تعاون تنجزها الجامعة مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر.
وأكد أن هذه المشاريع الدولية تساهم بشكل مباشر في تعزيز مكانة الجامعة في الخارطة الجامعية الدولية وانفتاحها، لافتا إلى أن هذا المشروع من المشاريع التي مكّنت الجامعة من احتلال المراكز الأولى في ترتيب «شانغاي» (الصادر منذ أقل من 6 أشهر) خاصة في مجال علوم التغذية، حيث احتلت جامعة صفاقس ولأول مرة في تاريخ الجامعات التونسية المرتبة 150 من ضمن 30 ألف جامعة عبر العالم في هذا الاختصاص.
وتواجه الأنشطة الفلاحية اليوم مخاطر وتحديات بسبب الاستعمال المشطّ للأسمدة والمبيدات الكيميائية وانعكاساته على سلامة الغذاء وصحة المستهلك وهو من المباحث التي تشتغل عليها اختصاصات بيولوجية متنوعة تندرج ضمن مجال تدخل المشروع، وذلك بغاية التوصل إلى بدائل إيكولوجية للأسمدة والأدوية تساعد على إرساء نشاط فلاحي مستدام وخال من المضاعفات السلبية وبطاقة إنتاج عالية.
ويتطلّع مشروع التوأمة الأوروبي «إينبلانتوميكس» في نهايته إلى إرساء منصة تكنولوجية لمنطقة شمال إفريقيا مجهزة بتكنولوجيات «أوميكس» المتطورة بغاية تيسير نقل المعارف والابتكارات للباحثين.