صفاقس : بحضور ثلة من ألمع مثقّفي الجهة : سهرة إذاعية احتفاء بكتاب “أخطاء شائعة في اللغة العربية”
كانت سهرة حالمة، راقية، ومن الزمن الجميل تلك التي ضيّف فيها المنشّط المجتهد فيصل القاسمي ثلّة من جهابذة اللغة العربية في صفاقس وهم الإعلامية القديرة نجيبة المعالج دربال، المتفقد العام للتربية والمندوب الجهوي رضا بسباس، الإعلامي والشاعر والرسام محمّد بن جماعة على موجات إذاعة صفاقس في برنامج “شارع الثقافة” لتقديم كتاب “أخطاء شائعة في اللغة العربية” للكاتب والأستاذ سامي النيفر والذي عبّر عن سعادته بالوجود مع هذه النخبة المميّزة في إذاعة يشهد لها الجميع برقيّ خطابها عبر الزمن..
وقد تطرّقت الحصة إلى بعض الأخطاء الشائعة التي وجب تفاديها في لغتنا الأم التي أصبح يعبث بها في بعض المحلات والكتب المدرسية وغير المدرسية وحتى في بعض وسائل الإعلام مع تغيّر الخطاب اليومي بفعل التطور التكنولوجي الذي جعل حديثنا خليطا ممجوجا من اللهجات صاحبه دخول مفردات سمجة أفسدت أناقة اللغة العربية وحتى الفرنسية والدارجة.. بينما الحديث أناقة ولباقة ومنهج حياة وعلى المرء أن يحرص على حسن التواصل مع الآخرين لأن ذلك جزء من الشخصية التونسية الأصيلة… ساعد على نجاح البرنامج حسن استماع المقدّم فيصل القاسمي لضيوفه وفسحه المجال لهم لإيصال أفكارهم العميقة..
فقد ذكرت المميّزة نجيبة دربال صولاتها وجولاتها في الإذاعة “حروف وكلمات وصدفات” و”ميعاد مع الضاد” وحرص هذا المرفق العمومي على استعمال اللغة السليمة مع تذكر إعلاميين كبار على غرار عبد المجيد حاج قاسم وأحمد العموري وقاسم المسدي وزهير بن صالح وأنور الحاج ساسي… وكذلك أنار الأستاذ رضا بسباس المستمعين بعديد النقاط حول اللغة العربية بين الماضي والحاضر وتطوّرها عبر الزمن بالإضافة إلى مسائل تخص اللهجات والنطق وتساهلنا في الأخطاء الفظيعة التي ترتكب في حقها حاليا..
أما السيد محمّد بن جماعة فقد بيّن تأثير تغيّر نمط عيشنا في ثقافتنا وطريقة كلامنا واهتمامنا بوسائل الاتصال الحديثة.. وقد أثنى الحاضرون جميعا على اجتهاد الأستاذ سامي النيفر وغوصه في أعماق اللغة العربية ومحاولته تصحيح عديد الأغلاط الشنيعة التي باتت من قبيل الخطإ المشهور. وتحدّث صاحب الكتاب عن بعض الإحباطات والعراقيل والتّنمّر الذي تعرّض له أثناء اقتراح المشروع.. وأكّد، من جهة أخرى، تنوّع مصادره واعتماده على عديد المعاجم والمراجع الفكرية (أساتذة، إعلاميين،…) والمواقع الالكترونية من أجل الوصول إلى الحقائق الصحيحة في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل… كما أكّد عشقه الكبير للغة الضّاد الذي لم يمنعه من حبّ لهجة موليار وإنجاز ألعاب فكرية بالفرنسية على غرار Mot De Passe وHarry وDes Chiffres Et Des Lettres والمساهمة في هذا البرنامج من حين لآخر عبر بعض المقترحات المرسلة في الحساب الذهني والثقافة العامة..
كانت سهرة ممتعة وجميلة لم يشعر فيها الضيوف ولا المستمعون بمرور الوقت في مسامرة لذيذة ومطربة زادها حسنا وبهاء إلقاء المثقّف محمّد بن جماعة لأبيات من شعره الجميل بصوته العذب.. كان حديثا لطيفا شائقا وذا شجون أثّثه ثلّة من ألمع مثقّفي الجهة صحبة مؤلّف الكتاب وأداره باقتدار المميّز فيصل القاسمي.