
صفاقس تحت وقع أزمة أخلاقية حادة فهل هي نتيجة الضغوط الاجتماعية والحياتية؟؟
يشير محدثنا الذي شارف على بلوغ سنواته الخمسين أنه وبطريقة لا ارادية يحتفظ والى اليوم بردة فعل فطرية حال رؤيته لأحد مدرسيه في مرحلتي الابتدائي والثانوي تقضي بإلقاء سيجارته أو إخفائها تماما مثلما ينطبق الامر على مرور أحد أفراد عائلته الموسعة من كبار السن.
محدثنا يعتبر أن الأمر يتعلق أساسا لما يعرف في لهجتنا الدارجة بـ ” القدر ” او ” الحشمة ” التي اختفت تقريبا أو كادت حتى لا نكون متشائمين جدا.
أمام المعاهد اليوم وحتى أمام المدارس الابتدائية ومع اختفاء شبه كلي للرقابة بأشكالها المختلفة ينتشر الغرباء عن المؤسسات التعليمية محدثين الكثير من الفوضى الكلامية واللاأخلاقية والتي تمتد في كثير من الأحيان لتصل إلى العنف الجسدي الذي يكون ضحيته التلاميذ ذكورا وإناثا.
كثيرة هي الحوادث التي تم تسجيلها خلال السنوات القليلة الماضية والتي راح ضحيتها تلاميذ أبرياء سواء أكان الهدف من ذلك السلب وخصوصا حين يتعلق الامر بالهواتف الجوالة أو العنف المسلط لأسباب تافهة.
مع انتشار ظاهرة استهلاك المواد المخدرة وسهولة الحصول على المواد الكحولية يبدو أننا اليوم في تونس وفي صفاقس على وجه التحديد قد دخلنا جديا مرحلة بالغة الخطورة من اللاأخلاق. أمر نلاحظه وبالعين المجردة أيضا في كل ما يتعلق بالمعاملات المباشرة بين المواطنين تقريبا سواء في الأسواق أو الطريق بين مستعملي مختلف وسائل النقل وحتى في الإدارات العمومية التي يرتادها المواطن لقضاء شؤونه البسيطة.
أمر قد يتعلق في جانب منه باستهلاك بعض المواد المخدرة والكحولية لكن العديد من علماء الاجتماع ومن المختصين يرجعونه أيضا الى مسألة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تحول المواطن فيها الى لقمة سائغة للخوف من المستقبل ومن الفواتير والأوبئة وحتى من الوضع السياسي والبيئي غير الواضحين على المدى القصير وحتى البعيد.
هاجر بن عمر