
صفاقس: ضيعة بشكة بين الإهمال والنسيان والوعود الجوفاء.
تقع ضيعة بشكة بمعتمدية منزل شاكر ( 45 كلم من وسط مدينة صفاقس) وعن مدينة عقارب قرابة 25 كم، وهي تحت تصرّف بلدية صفاقس منذ سنة 1963 تم إقتناؤها من المعمّر الفرنسي ” بوشي” بعقد مؤرخ في 16 أفريل 1964، تبلغ مساحتها الجملية 2450 هكتار مقسّمة على 9 قطع، تحتوي على 40 ألف أصل زيتون منها 1575 غراسات جديدة و 250 شجرة فستق، وتحتوي على قصر الهناء أو قصر بورقيبة، مكتب إداري، مستودعات ومحطة وقود ويبلغ عدد الأعوان في الضيعة 17 عونا يعملون ليلا نهارا على حراستها وتأهيلها والعناية بالغراسات من أجل المحافظة عليها وتحسين الإنتاجية فيها.
وقد تتالت الزيارات من قبل المسؤولين وصناع القرار، إلا أن ضيعة بشكة بقيت على حالها، ومن بين تلك الزيارات زيارة السيد محمد الحجري والي صفاقس يوم 05 نوفمبر 2024 إلى الضيعة لمتابعة سير العمل بها، وعاين النقائص الموجودة لتلافيها، وقد أسدى حينها تعليمات لتلافيها، من بينها مزيد تطوير حوكمة التصرف في الضيعة، والعمل على إحياء أشجار الزيتون وتشبيب الضيعة لتصبح أكثر مردودية.
تلتها زيارة ميدانية أخرى بحضور الكاتب العام المكلف بتسيير شؤون بلدية صفاقس السيد عادل بن رحومة، عضو مجلس نواب الشعب عن منزل شاكر، خبراء عن الهيئة العامة للشراكة بين القطاعين العام والخاص وعدد من إطارات بلدية صفاقس.
وأكد الخبراء حينها ، أن ضيعة بشكة وقصر الهناء لهما قيمة تاريخية ومعمارية وإقتصادية وبيئية ومشروع تثمينها سيعود بالفائدة على بلدية صفاقس وعلى المنطقة بصفة عامة وهذا ما أثبتته التجارب السابقة لمثل هذه المشاريع.
ويتضمن ملف إعادة إستغلال قصر الهناء ببشكة وجزء من الضيعة نظرة شمولية لتثمينها من منظور السياحة الإيكولوجية يأخذ بعين الإعتبار القيمة البيئية والإقتصادية والإجتماعية للضيعة.
ولكن رغم الوعود والزيارات، لم يتغير شيء ، ومن يعرف المكان يتسائل عن جدوى الزيارات ، إن لم تكن هناك متابعة لجملة الإجراءات التى تم إتخاذها، فشجر الزيتون لو لم يكن الموسم ممطر لأصبحت حطبا، أما قصر الهناء الذي قيل أن سيتحول إلى مزار سياحي ، فلا عجب أن نشاهده يوما ركاما نتيجة الإهمال الذي يعيشه.
أسامة