صفاقس : ظاهرة المشرّدين في تزايد

صفاقس : ظاهرة المشرّدين في تزايد

9 جانفي، 19:00

لطالما حدثونا في صغرنا عن سلبيات المدن الكبرى وعن المادية الغربية وغياب التكافل عكس مجتمعاتنا المتماسكة والمتضامنة… ولكن اتضح مع الزمن أن نفس هذه الظواهر وأسوأ منها توجد عندنا رغم أننا نغمض أعيننا عنها ونريد أن نتهم بها الآخرين فقط… فقط لنرضي غرورنا ولندّعي دائما أن الأمور على ما يرام…
ومن بين الظواهر التي نتجاهلها رغم انتشارها كثرة المشرّدين في الطرقات… ليس في أحياء معينة أو في أنهج فقيرة مهمّشة منعزلة بل في شوارع رئيسية… وهذه الصورة تغني عن كل تعليق وغيرها كثير في أماكن يمر منها الجميع : مسؤولون ومواطنون على مختلف درجات وعيهم ولكنهم اتفقوا على اللامبالاة… المشرّدون ضحايا الفقر والتفكك الأسري والنزوح وقد نجد منهم مرضى نفسانيين وأشخاصا لفظهم المجتمع الذي عليه أن يحميهم لأنهم ذوات بشرية في النهاية ولأنهم منّا وسيعود نفعهم أو ضررهم علينا فبحمايتهم نحن نحمي أنفسنا أيضا مما قد يمكن أن يصدر منهم وهم في أوضاع يائسة… الحل يوجد عندنا جميعا وإن بدرجات مختلفة… هؤلاء يراهم القاضي والمحامي والإمام والأستاذ والإعلامي والسياسي ورجل الأعمال والطبيب وعالم الاجتماع والمجتمع المدني الحاضر الغائب في بعض المناسبات… ما داموا يتحدثون عن توفير مآوى للكلاب السائبة فالأولى توفيرها للبشر… ويمكن تقديم بعض العون لهم بل يمكن حتى تشغيلهم في أعمال معينة بمقابل رمزي على غرار ما حصل مع الأفارقة ويمكن توفير أطعمة ولباس ومآوى بسيطة بتبرعات قليلة من الجميع أو استغلالهم للمصلحة العامة…. كما يمكن فحصهم والتحقق من سلامتهم البدنية أو العقلية ورعاية البعض منهم بالحد الأدنى في المستشفيات حماية لهم وللمجتمع منهم… المسألة لا تخص الإمكانات المادية أو الاجتماعية ولكنها -مثل المشاكل الأخرى العديدة- مسألة إرادة غائبة ولا مبالاة منتشرة.. ولذلك نجد هذه الظاهرة وغيرها في مجتمعاتنا…
سامي النيفر

مواضيع ذات صلة