
صفاقس : غابات الزياتين تحترق وثروتنا المائية تذهب للبحر
للشهر الثامن على التوالي تحتجب الامطار مخلفة حيرة وخوفا بل رعبا من الاضرار التي يمكن ان تخلفها هذه الظاهرة رغم ان صفاقس ” قرعة العطش” وهو ما عرفت به سابقا كانت دائما ما تجد الحلول ولكن هذه المرة يبدو اننا امام كارثة حقيقية على المدى القريب والبعيد فماذا فعلت الدولة لصفاقس ؟ نعرف انها عاجزة عن فعل اي شيء ولا يمكن ان نلوم الا شبابنا ومهندسينا ودكاترنا الذين نفتخر بهم وتلهث اوروبا وراءهم ولكن ماذا قدّموا لصفاقس في هذا الموضوع بالذّات ؟
صفاقس ذات الكثافة السكانية الكبيرة ما تستعمله من مياه تذهب كلها في قنوات الصرف الصحي التي تقذفها في البحر وكذلك مياه المسابح والمصانع كلها تذهب سدى ولا يقع استغلالها للري ولانقاذ غابات الزيتون واللوز التي بدات تحترق .
القناة الحزامية بصفاقس لم يقع استغلالها وهي التي تستقبل نصف كميات الامطار التي تنزل في صفاقس وتتجمع من طريق قابس الى طريق سيدي منصور ولكنها تذهب للبحر فاين شبابنا واين المبادرات واين الذكاء الذي عرف به الصفاقسية لماذا غابت الدراسات ووقع تهميش المهندسين والدكاترة ؟ لماذا صرفت عليهم الدولة ام ان هذه الشهادات هي على الورق فقط ؟ الواجب كان يفرض ان تقع رسكلة كل تلك المياه وتخصيصها لسقي الزيتون والغراسات الصغرى كاللوز والخوخ والمشمش وذلك بعد دراسات اكاديمية يقوم بها مختصون اغلبهم يعاني البطالة.
واين هو الاعلام الذي يجب ان يكون في الواجهة وان يكون المنبّه من الاخطار ؟ لماذا لم يتحرك ولم يطالب هؤلاء النوابغ بدراسات ومشاريع لاستغلال مياه الامطار ومياه الصرف الصحي لوقت مثل هذا ؟ مع غياب تام للاعلام السمعي والمرئي والمكتوب لارشاد المواطن امام جائحة نقص المياه بالسدود الى جانب انتشار حفر الابار العشوائية المضر بالمائدة المائية بالفعل نحن امام جائحة ندرة المياه وامكانية السماح باستغلال الماء لساعة أو ساعتين في اليوم فقط فهل سيستفيقون حين تنزل الكارثة ؟
الدولة ضعيفة والسلط الجهوية تعاني مخلفات الفساد الذي استشرى في البلاد ولا لوم عليها بل يقع اللوم كل اللوم على اكادميينا وعلى جامعة صفاقس التي لم تحتضن المهندسين والدكاترة وتحفزهم على الخلق والابداع. فهل تعلم جامعة صفاقس ان بعض الدكاترة يبحثون عن عمل براتب بسيط لان لا احد له الرغبة في تشغيلهم ولهم كل تلك الشهادات ؟…
لاجل كل هذا نتالم لعدم استغلال طاقات علمية كبيرة…
حافظ كسكاس