صفاقس كلية الآداب تحتفي  بيوم العِلم والتَّخرُّج

صفاقس كلية الآداب تحتفي بيوم العِلم والتَّخرُّج

20 جويلية، 11:00
 

احتَفَت كُلّيَةُ الآداب والعلوم الإنسانيَّةِ بصفاقس بطلبَتِها المُتَفوّقين وخرِّيجي مُختلف الأقسام النهائيَّة. وعلى غَيْرِ العادَةِ، لمْ يُسَمَّ هذا اليَوْمُ حفلا “حفل اختتام السَّنة الجامعيَّة ” إنَّما كانَ موْسُومًا بـِ ” يوم العلم والتخرّج ” تضامنا مع الشَّعب الفلسطيني في ظلّ عُدوان الاحتلال الجائرِ. وهي بادرةٌ أطلَقها مُنظِّمُو هذا اليومِ تحْتَ إشرافِ المؤسَّسَةِ الجامعيَّةِ وبمسانَدةٍ فعليَّةٍ من عميدة الكليّة نجيبة شقيربن جماعة.
ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّه كان مِنَ المُقرَّر، قَبل شهر واحدٍ، أنْ يقتصرَ هذا التَّكريمُ َعلى المتفوقين، ولمْ يَكُن الاحتفاء بالمتخرجين مُدرجا في ذلك الوقتِ، وحُدِّدَ في هذا الصددالمدرجُ عدد3 ليكونَ فضاء لتسلُّم الجوائز في جوٍّ خالٍ من مظاهر الاحتفال تعاطفا مع ما يعيشه أشقاؤنا الفلسطينيون من أحداث مؤلمةٍ.
وقَدْ تمَّ تغيّيرُ البرنامجِ المُقرّرِ آنفا، في بادرَةٍ طُلاَّبيَّةٍ أطلَقها ناشطو بعض النَّوادي المنتميةِ إلى الكليَّة، وهي ثلاثةُ نوادٍ؛ نادي يوستاند بإشراف الأستاذة أسماء معلى، ونادي ثقافات بإشراف الأستاذة أماني بن عبد الله، ونادي الجغرافيا بإشراف الأستاذيْن طاهر اليانقي وزايد الهمامي. وقد لاقت المقترحات المُقدَّمة استحسان مسؤولي المؤسَّسة الجامعيَّة، خاصَّة وأنَّ هذه البادرة التزمت بمبدأ التَّضامن مع القضيَّة الفلسطينيَّة.
وما يُميّزُ تنظيمَ يوم العلم والتَّخرّج هَوَ مَجهودُ الطَّلَبَةِ الّذي كان مُتواصلا منذُ بدء التَّحضيرات،
وقد فتحت لجنة التنظيم أمام بقية الطلبة أبواب المشاركة والإسهام عمليًّا أو بالأفكار من أجلِ تقديمٍ صورة تُعبّرُ عن وعْيهم، وتليقُ بالمؤسسة الجامعيَّة التّي ينتمون إليها.
واستعدادا لهذا اليوم، عُقِدَت عدَّةُ اجتماعات بحضور الطلبةِ المتطوّعين من النَّوادي وبعض الطلبَةِ الّذين قَدَّموا مقترحات جديَّة. وهذه الاجتماعات كانت بتوجيهٍ وتأطيرٍ من الأساتذة المشرفين على النّوادي.
وقد أثمرت النَّقاشات بين المنظّمين عن العديد من النّقاط الإيجابيَّة، ولعلَّ أبرزَ مكسبٍ هو وعي الطَّالب بالقضية الفلسطينيَّة حتَّى في أرقى لحظةٍ يعيشها، لحظة النَّجاح والتخرَّج.

وأمَّا على مستوى تقسيم الأدوار، فقد قُسّمت وَفقَ الفقرات المُبرمجةِ والتَّخطيط المَدروس، لِتَتَكَوَّنَّ بذلك لِجانٌلِكُلِّ واحدة منها مهمَّةٌ خاصَّةٌ.فلجنةُ التَّرحيب كانت تضطلع بعدَّة مهام، إذْ كانَ عليها مَعرفَةُ أسماء جميع الطلبة المتخرجين الَّذين سيحضرون التَّكريم، وبذلك يتمكَّنون في مرحلة ثانية من حصْرِ عدد الحاضرين باعتبار أنَّه يحقُّ لكلّ متخرّج أن يصطحب ثلاثة أشخاص. وكذلك كانوا طيلةَ هذه المُدَّة يُعِدُّون اللافتات التّي ستكون في مدخل الكليَّة، وفيها رسوم رمزية وشعارات معبّرَةٌ مثلَ” نحن لسنا أصحاب شهائد، نحن أصحاب قضيَّة”. وفي يوم العلم والتخرّج واجهت لجنة الترحيب عدَّة صعوبات نظرا إلى عدم التزام بعض الطلبة بعدد الأشخاص المسموح بحضورهم، ورغمَ هذا تداركت الأمرَ بتخصيص المقاعد الأماميَّة للمتخرجين فقط ،في جوّ يسوده الاحترام.
وبالتَّزامن مع نشاط لجنة التَّرحيب، تعملُ لجنة تنظيم المتخرّجين فقد حرٍصَت على جمع قائمات أسماء المتخرّجين وتابعتْ ما سيُقَدِّمُهُ كلُّ قسم حتَّى يتسنَّى لها تنظيمُ العروض والتنسيقُ بينها، فكانتْ العروض مختلفةً وتُعبّرُ عن صدق مشاعر الطلبة إزاء ما يحدث في فلسطين. فقسمُ العربيَّة تقَدَّم طلبته بلوحاتٍ تحملُ تعاطفا كبيرا، وكان صوتُ درويش يعلو” كانت تسمَّى فلسطين، صارت تُسمَّى فلسطين” وخرّيجو قسم التَّرجمة أعلوا راية فلسطين عند صعودهم المنصَّةَ، وقدَّم قسم التَّاريخ لوحة مسرحيَّة تُجسّدُ فضاعة ما يجري في فلسطين، وعبَّر قسم الإنڨلزية بهتاف جماعي يصحبُ الأغنية عن صرخة ألم جرَّاء ما نَراه من مشاهد تُدمي القلوب في أرض فلسطين. وكذلك كان لبقيًّةالأقسام رسالاتها التَّضامنية. وفي أثناء كلّ هذا، يُنادى للمتخرّجين بأسمائهم، ويستلمون شهادات تهنئة رمزيَّة.
ولجنةُ الجوائز لَم تدّخر جهدا في أن تكون الجوائز قيَّمةً، وهي قبل هذا اليوم كانت تَعملُ على إعداد شهائد التهنئة وشهائد تكريم وشهائد المتفوقين، وتأثيث أروقة الكليَّة بالأعلام واللافتات والصور.
وقَد كان تنشيطُ هذا اليوم بشكل احترافيّ ممَّا سهَّلَ تسلسلَ الفقرات الَّتي تضمَّنت عرضا موسيقيا ملتزما تمثَّل في غناء” شدُّا بعضكم” على موسيقى العود. وكذلك قدَّم ثلةُ من الطلبة الأوائلُ على دفعاتهم خطابَ تَخرُّج مِنْ إبداعهم بأربع لغات؛ العربيَّة والفرنسية والإيطاليَّة الإنڨلزيَّة. وبالإضافة إلى هذا، قدَّم يعض الطلبةُ عروضا أخرى تُعبّرُ عن دعمهم للقضيَّة الفلسطينيَّة.
ولا شكَّ في أنَّ مُنظّمي هذا اليوم بذلوا من الجهدِ الكثير، وحاولوا قدر استطاعتهم أن يكون يوما استثنائيا، وأنْ يَحظى الطلَبَةُ المتفوقون والمتخرجون بتكريم يليق بهم ويزيدهم شرفَ الانتماء إلى هذه الكليَّة العريقة.
وقد حضرفي هذا اليومَ عددٌ من مسؤولي المؤسَّسة الجامعية على رأسهم عميدة الكليَّة ورؤساء الأقسام. وكان في حضور الأساتذةِ والتقائهم بطلبتهم تجديدٌ لعلاقة الوفاء والشكر والامتنان.
ولابُدَّ من الإشارة إلى إشادة عدد من وسائل الإعلام بيوم العلم والتخرّج مثل إذاعة صفاقس وإذاعة سور صفاقس التّي واكبت هذا الحدثَ، وصفحة طينة أف أم التّي نقلت أجواء هذا اليوم. وعبَّر أيضا الكثيرُ من المسؤولين والأساتذة عن فخرهم بما قُدّم من خلال ما تداولوه من مقاطع فيديو مرفوقة بتعليقات تُثَمّنُ هذا المجهودَ.
وقد نشر منظمو يوم العلم والتخرج استمارةً قصدَ مَعرفَةِ آراء من حضر من الطلبة في الجانب التنظيمي والتنسيقي تفاديَّا لما وقع من أخطاء في المستقبل ، وحرصا على إشراك الطُّلاَّب في كلّ الفعاليات التّي تنظمّها الكليَّة، وقد تضمَّنت عبارات الشكر والرّضا من ذلك الإشادة بمناداة الخرّيجين بأسمائهم ومنحهم شهادات تهنئة رمزية، ولكنَّها لم تَخلُ من نقدٍ وهذا هَدفُ الاستمارة فالغاية هي الإصلاحُ والتَّحسين فمنهم رأى أنَّ بَهْوَ الكليَّة لم يكن كافيا لاستيعاب الحاضرين، ومنهم من أشار إلى الازدحام وعدم توفر الإضاءة الكافية. وسيأخذ المنظمون بعين الاعتبار كلّ نقدٍ بنَّاء صادرٍ عن وعي.

امين بن البحري

مواضيع ذات صلة