صفاقس مركز التكوين المهني للصيد البحري تحول إلى بناية مهجورة
يعتبر قطاع الصيد البحري من الأنشطة المحورية بولاية صفاقس نظرا للبنية التحتية المتوفرة بالجهة (أكبر ميناء صيد في الأعماق في تونس و11 ميناء صيد ساحلي) فضلا عن استقطاب نسبة كبرى من اليد العاملة المباشرة وغير المباشرة مع تعدد المهن والأعمال المرتبطة بالقطاع من مصانع تبريد وتجميد المنتوجات البحرية وورشات حدادة وصناعة وإصلاح السفن إلخ.
ورغم أهمية مركز التكوين المهني للصيد البحري بصفاقس ودوره الفعال في مجال تأطير وتأهيل اليد العاملة المختصة في القطاع بالجهة، فقد تحولت هذه المؤسسة المحدثة سنة 1975 إلى بناية مهجورة منذ حوالي 3 سنوات.
وحسب المعطيات التي وردت علينا، توقفت الأشغال إثر إزالة الأبواب والنوافذ والجدران الداخلية للمبنى بسبب حصول إشكال يتعلق بخلاص المقاول وذلك بعد حوالي سنة من انطلاقها، فأصبحت المؤسسة عبارة عن بناية مهجورة وغمرتها الأعشاب الطفيلية من كل الجوانب.
ونظرا لصعوبة إيجاد التمويل المطلوب لمواصلة الأشغال وإنهاء المشروع، فقد وجد الأعوان أنفسهم في وضعية بطالة فنية إجبارية (حوالي عشرون عونا بين إداريين ومكونين)، وتم توجيه التلاميذ الراغبين في التكوين في اختصاص ميكانيكي صيد بحري إلى مراكز أخرى خارج الولاية.
وهذ الوضعية تأتي بعد أن تم التفريط في باخرة التكوين “كاب سرات” التابعة للمؤسسة وبيعها رغم أن حالتها كانت مقبولة إذ تبين أنها مؤهلة للإبحار والصيد وفق شهادة الفحص الفني المسلمة من مصالح البحرية التجارية.
وإذ نأسف لما آلت إليه الأوضاع بهذه المؤسسة الراجعة بالنظر لوكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي، من إهمال وسوء تسيير للمشروع نتج عنه تعطيل وتوقف التكوين في القطاع بالجهة، فإننا نهيب بالسيد والي صفاقس إلى التدخل لدى وزيرة الفلاحة قصد التسريع بإيجاد الحلول المناسبة في اتجاه إنقاذ هذا المركز من الإندثار وإعادة تشغيله من جديد.
محمود