صفاقس : من يحمي متساكني العمارات من نقابتهم المتغوّلة؟
مساكين حقّا متساكنو العمارات.. غريب جدّا ما يحصل في أغلب هذه البنايات.. لا نتحدّث عن “الكاري” فذلك مسكين معلوم ولكن أسوأ حالا منه من كان “ملّاك” وهو برتبة “كاري”… تصوّروا أن يشتري إنسان شقّة أو بالأحرى “حكّة” s+1 بأكثر من 150 مليونا فيها بيت وحيدة ثمّ يأتيه “السّنديك” مهدّدا كل سنة بدءا من شهر مارس لدفع 700 دينار في العام !!! لا ندري مقابل ماذا ؟ مقابل تلك الخدمات الراقية والنظافة والحراسة وحالة أغلب العمارات مزرية للغاية ؟
أم مقابل مصعد معطّل أحيانا لا يسمن ولا يغني من جوع ؟ ومع ذلك فقد قرّر الصّديق السّنديك أن يضع مفتاحا في المصعد ولا يسمح بامتطائه إلا لمن يدفع له الضّريبة ويبدو أنّه كان متابعا وفيّا لعمل “أين قلبي” ليسرا منذ 20 سنة ولكنّنا كنّا نتخيّل تلك الدّناءة خيالا وحديث مسلسلات إلى أن شاهدناها في الواقع حتى إنّه لم يسمح بمرور امرأة ذات 66 سنة حاملة حقائب سفر لابنتها التي جاءت من فرنسا لمدّة 3 أيّام !!!
شيء آخر كيف يدفع من له شّقة صغيرة مبلغ 700 دينار في السنة وهو أحيانا لا يقيم فيها طول الوقت مثل الصفاقسية الذين يسكنون في المهدية لمدّة 3 أشهر في السنة ولا يتمتّعون بأي خدمة بقية العام حتى شبه المسبح متّسخ والعمارة مقفلة ومقفرة أغلب الوقت ! أليس كراء منزل بل الذهاب إلى نزل 5 نجوم أقلّ تكلفة وأرفع قدرا ؟ أيدفع كل “ملّاك” كراءً للسّنديك أم يدفع له راتبه ؟ لا نعتقد لأنّ السّنديك في هذه الحالة سيتقاضى أكثر من 70 مليونا في السنة في عمارة لا يتجاوز عدد سكّانها 100 ؟
النّقابة التي هي في الأصل للدفاع عن حقوق المتساكنين أصبحت تهرسلهم وتستغلّهم وتمصّ من دمهم فيعيدون دفع ثمن العمارة خلال سنوات لهؤلاء الرأسماليّين الجشعين ؟ أليسوا أسوأ حالا من بانديّة المآوى الذين تدفع لهم دينارا واحدا ؟ هؤلاء تدفع لهم دينارين كل يوم وأنتَ “زعمة زعمة” في داركَ ولكنّك في النّهاية كاري ذليل عند هؤلاء الذين يهدّدونكَ بشكاية حسب “قانونهم” إن لم تدفع وما هو بقانون ولكنّه حيلة للاستحواذ على أموال الناس بالباطل دون أدنى خدمات بل إنّك كثيرا ما لا تجد سي السّنديك وإن وجدتَه فلا تطمع منه حتى بالسّلام عليك لأنه سيأتيك فقط لاستلام الضّريبة مع التّهديد ! لو كانت نقابة حقّا لدافعت عن حقوق المتساكنين ولما كانت إجباريّة من الأساس… والحاصل أنّ هؤلاء هم البانديّة المسكوت عنهم ومساكين سكّان الشّقق !
سامي النيفر