صفاقس: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا… جمعة العيادي

صفاقس: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا… جمعة العيادي

30 نوفمبر، 08:02

صفاقس وللأسف الشديد أصبحت مدينة توتر و تشنج و ضغوطات نفسية و بدنية و فكرية في كل مكان مررت منه وكل زمان اخترته.

– تخرج صباحا من منزلك فتجد نفسك تستنشق أطيب الروائح المنبعثة من القمامة.

– تركب سيارتك وتخرج وعند أول نقطة تقاطع تتفاجأ بهمجية وأنانية وعدم تطبيق قانون الأولوية، تمر بسلام بين قوسين إلى أن تصل أول إشارة ضوئية  فتسمع المنبهات من كل سيارة وتراهم يسيرون في الصف الثالث والرابع وإن وجد الخامس في مشهد تخلفي لا إنساني ولا أخلاقي ولا تربوي والكل يريد أن يكون في أول الصف، فيتغير الضوء الأخضر وتتشابك السيارات من كل الاتجاهات والكل أصبح صاحب حق، و ما زاد الطين بلة أصحاب السيارات المارقون عن القانون.

– تمر من أمام مدرسة أو معهد فترى العجب العجاب، فالكل يريد أن يدخل ابنه بسيارته إلى داخل القسم عوض أن ينزله على بعد مترين إن لم أقل صنتمترات  ليتمشى قليلا على ما يسمى الرصيف في صفاقس.

– تريد السير علي الأقدام فتجد نفسك مضطرا على تحمل كل العراقيل لأن مكانك أيها المترجل قد سلب واستولى عليه (سيارات، مقاهي، حفر، حواجز، أعمدة إشهارية، حاويات القمامة، الخ…..) ولذلك عليك بالسير داخل الطريق وفوق الجدار وبين السيارات تستنشق عطرهم.

– تدخل الإدارة لقضاء شيء ما فتصطدم بطوابير ينتظرون حلول ركب الموظف بعد أن احتسى قهوته ودردش مع أصدقائه على الفيس بوك، بعد أن اكتظت قاعة الانتظار وتشنجت الأعصاب.

– تقصد إحدى الفضاءات التجارية تسأل عن كأس حليب فتسمع كلمة مقطوع، وحين تدخل مقهى تحتسي قهوتك بحلبيها ولبنها حينها تتأكد من احتكارها وبيعها بالطرق الملتوية بمساعدة الكل ودون استثناء في غياب حملة من الحملات المعتادين عليها من إحدى الوزارات.

– تعود آخر اليوم إلى منزلك منهوك القوى، متسخ الثياب وكأنك لم تستحم منذ قرن، شارد الذهن، كأغلب المترجلين الذين يتصفحون هواتفهم في الطريق العام وكأنهم في أكبر المساحات الخضراء.

تلك هي حياتنا اليومية نتقاسمها على مر و فوضى و تلوث وهمجية وتلاعب واحتكار وتشنج، والقادم أتعس وأسوأ وأمر لأن معضلة انقطاع الغاز المنزلي ستطول بالطبع للمستهلك وليس غيره وكل الأزمات الأخرى.   ولن يستقيم الظل والعود أعوج.

و كما قال الإمام الشافعي: نعيب زماننا والعيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا.

مواضيع ذات صلة