صفاقس هل تراجعت حفلات الزفاف وإرتفعت حالات العنوسة

صفاقس هل تراجعت حفلات الزفاف وإرتفعت حالات العنوسة

22 جويلية، 19:00

قلّت حفلات الزفاف في السنوات الأخيرة بمدينة صفاقس بشكل ملحوظ للغاية بعد أن كان الصيف موسما قارّا لها و الأسباب لا تخفى على أحد فبعض الشباب و الشابات يعتقدون أن الزواج سجن و تقييد للحريات و كأنه عقاب لمن أراد أن يعيش حرّا و يغتنم شبابه أو هي مسؤولية يستثقلها هؤلاء و يتملّصون منها لأنهم رُبّوا على الدلال و الانحلال فماذا تنتظر من شاب أو شابة لا يعرفان طبخ أبسط الأكلات أو القيام ببعض شؤون المنزل الأساسية أو حتى التّسوّق أو تربية الأطفال و خلاص الفاتورات… هؤلاء يحبون فقط الفسحة و المتعة و المقاهي و صالونات الشاي و التجميل و الجلوس مع الأصدقاء… كذلك بعض الفتيان أو الفتيات يشترطون شروطا تعجيزية فهو يريدها متعلّمة و موظفة مرموقة و محافظة و من عائلة فلان وهي تريد المهر الغالي و الصياغات و المنزل و السيارة و الراتب الضخم إلى غير ذلك من الطلبات إلا الثقافة في معناها الشامل و حسن الخلق و الأحاسيس الرومنطيقية فهما ليسا شرطين مطلوبين في أغلب الأحيان… طغت المطالب المادية و المظاهر على هذه الصفقة التي أصبحت تجارية بالأساس فتكلفة حفل الزفاف وحده كافية لشراء شقة أو سيارة على الأقل و لكن الهرج و البهرج طغى علينا فأرهق الشباب و عطّل زواجهم.. و ربما يكون الأولياء هم من يضعون هذه الشروط المجحفة و يعطّلون فرحة أبنائهم بالإضافة إلى خوف الفتى أو الفتاة من تدخّل الأقارب فمن تزوّج فكأنما تزوّج من العائلة جميعا… تدخّل يظهر أكثر بعد الزفاف و ربما يزيد في تأليب طرف على آخر أو يُفقد حميمية العلاقة بالدخول في كل التفاصيل أما أن تكون العائلات سندا لأبنائها ووسيلة قرب و مودّة بينهم فذلك ما لا نجده إلا قليلا يضاف إلى ذلك عدم نضج بعض الشباب و طيشهم أو احتقار عائلاتهم لهم و عدم منحهم الثقة بالنفس فكأن الإنسان مازال صغيرا و قاصرا و غير مسؤول قبل الخامسة و الثلاثين بينما هي سن الكهولة و تقترب من سن اليأس ! بالإضافة إلى خوف الأبناء من الفشل لأنهم يشاهدون أمامهم أزواجا يتخاصمون لأتفه الأسباب و يطلّقون بعد أشهر فقط من فرحة العمر هذا إن لم ينته الأمر بفضيحة أو جريمة… و لا ننسى وجود أعمال شعوذة حقيرة على غرار السحر أو الحسد و التي عطلت الزواج في كثير من الأحيان و لكنها تبقى قضايا غيبية و إثباتاتها صعبة و يخشى قائلها من أن يتّهم بالتخيل أو المظلومية رغم أن أدلتها في الدين و مؤشراتها في واقع الحياة أعدّ من أن تحصى…  كل هذا مسؤولية الأولياء و الأقرباء و الأصدقاء و المجتمع و الأئمّة الذين اهتمّوا بنواقض الوضوء و فقه العبادات الظاهرية و المستحبات على حساب أمر جلل بصلاحه يكون صلاح المجتمع كله و بفساده يكون فساد المجتمع كله… و لولا صمتهم لنقص الزنى و الفساد و المواخير و لأصلحت العقليات البالية لدى فئة من الشباب و الأولياء و المجتمع… كل المذكورين آنفا مسؤولون عن ضياع الشباب و عدم تطبيق سنة الرسول محمّد صلى الله عليه و سلم بل سنة جميع الأنبياء… سيحاسبكم بعض الزناة و فتيات المواخير و ستتحمّلون أوزارهم لأنكم لم تؤطّروهم و لم تحصّنوهم و لم تستروهم بل ظللتم تتفرجون على تفكك مجتمع و ضياعه رغم أن تزويج شاب أو شابة واحدة أفضل لكم من ألف صلاة و ألف حجة و عمرة لو كنتم تعلمون… المؤسف أن شبابنا أصبح يبحث عن الأوروبيات حيث الجمال و الرقة و الاحترام و حسن المعاملة و عدم تسلّط العائلة و قلة تكاليف الزواج و صبرها على زوجها و القيام بشؤون البيت و الأطفال… و كذلك شاباتنا يبحثن عن زوج أجنبي لذات الأسباب و لسان حالهم يقول ” إن لم تأخذها على دين محمّد فخذها على دين عيسى “.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة