صفاقس : هل ما يحصل لها صدفة أم هو بفعل فاعل؟

صفاقس : هل ما يحصل لها صدفة أم هو بفعل فاعل؟

30 أكتوبر، 20:00

سؤال يجري على ألسنة الكثيرين ويلحّ عليهم أمام تتالي الأحداث والملمّات بمدينة عريقة تتعرض إلى عراقيل شتى تعيق تقدّمها ورغم ذلك فهي صامدة… نحن في صفاقس أصبحنا نعيش على وقع الانقطاعات في كل شيء.. في الوقود، في الغاز، في السكر، في الحليب، في الزيت المدعّم، في الماء، في الكهرباء، في تدفّق الانترنات.. نحن نعيش تهجيرا قسريا للأفارقة رغم أن بعضهم يعمل بجدّ أكثر منّا وأخلاقه جيدة وهم أنفسهم ضحية فهم بيادق لعصابات أخطر منهم لا تختلف عن عصابات الحرقة بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الإجرام وغلاء المعيشة والعقارات وتعطل المشاريع التنموية وغياب شبه تام للثقافة الحقيقة وليست ثقافة الطبلة والزكار والخنّار وثقافة اللوبيات والعصابات والمقرّبين من فلان.. غياب قاعة سينما ومكتبة ضخمة ومسابقات إبداعية متواصلة على مدار السنة مع وجود مسرح صيفي يعمل شهرا في السنة أو أقل أو مسرح بلدي توقف طويلا بسبب الأشغال.. نعيش حركة مرور رهيبة ومادّيّة مقيتة (سيارات، فيلّات فخمة، كثرة المقاهي والمطاعم، ملابس وتكنولوجيات آخر صيحة، …).. كل ذلك ينمّي قسوة القلوب والأنانية بسبب هذه الحياة المادية التي بموجبها سيكثر الغش والاحتيال والترفيع في الأسعار… كل هذه الكوارث مازالت لم تضعف صفاقس التي عانت أيضا زمن الكورونا فإذا بنا أمام كارثة تراكم الزبالة في كل مكان من المدينة وقد أدى ذلك إلى خصومات بين الأفراد فبعضهم يمنع الآخر من وضع نفاياته بجانب منزله رغم أن ذلك في الطريق العام حتى أصبح بعض الناس يدور بالفضلات في سيارته حتى يجد مكانا لائقا (ولن يجد) ليضعها فيه.. هذا الوضع يشتكي منه بعض المواطنين حتى قبل غلق مصب القنة وقد ذهبت إحداهن إلى البلدية وأعطتهم عنوان المسكن ووعدوها برفع الفضلات دون جدوى.. كان هذا منذ زمن قبل حكاية غلق المصب وحتى في وقتها كانت الطرقات متسخة والعناية بالبيئة منقوصة ولكن الوضع تفاقم الآن وأصبحت مشكلة هامّة وعامّة.. فهل نصدّق أن كل هذا جاء صدفة ؟ هل هو غضب حركة النهضة وانتقامها من الصفاقسية بعد 25 جويلية ؟ فلنسمّ الأشياء بمسمّياتها وليتحمّل كل واحد مسؤوليته.. يقول المثل الفرنسي “عندما نريد نستطيع” ولكنهم لا يريدون إيجاد الحلول فهل نهنّئهم على فعلهم الدنيء وهل يعتقدون أنهم سجلوا هدفا على الصفاقسية أو على قيس سعيّد وحكومته ؟ أهكذا يكون العمل السياسي الشريف والنظيف ؟ حكاية غلق المصب وعدم إيجاد بديل وعجز البلديات وجعل الصفاقسية ينقمون على حكومة ولدت حديثا وتتالي المشاكل على صفاقس دون سواها يطرح أكثر من سؤال.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة