
صفاقس والتهميش الذاتي : تصريحات والي صفاقس مثالا .
في علاقة بتصريحات والي صفاقس حول مشروع االمترو…. هل أن صفاقس ضحية المركز أم ضحية نفسها وضحية مسؤوليها وضحية تضارب المصالح الذي توسع من الافراد ليتسلل إلى بعض مكونات المجتمع المدني ليستقر اليوم داخل أجهزة الدولة…. مشروع المترو من أكثر المشاريع المهيكلة في الجهة التي ينتظرها المواطن للقطع مع معاناة النقل والإكتظاظ المروري الخانق وإرتفاع كلفة النقل بالسيارة. مشاهد المواطنين في أوقات الذروة صباحا مساء أملا في حجز مكان بوبلاصة في تاكسي لا تتوفر فيه شروط السلامة أو في حافلة شبحية مكتظة لا يركبها غير المظطر، تغني عن كلّ تعليق… للتذكير صفاقس طالبت بالمترو منذ عقود، وبمجرد أن رأت الشركة النور تمت شيطنتها فقيل شركة بدون مترو، إنطلقت الشركة في الدراسات فقيل لن تنتهي، إستكملت الدراسة فقيل أين التمويل والمركز يماطل، تمت المصادقة على الإنجاز بالشراكة عام-خاص، فقيل من هو المغفّل الذي سيتثمر في مشروع ضعيف المردودية، وما إن عبر المموّلون الأجانب عن إهتمام حقيقي وجدي بالمشروع آخرها البنك الإفريقي للتنمية، قيل علاش مزروبين فلنعمق الدراسات…
لم يصدر هذا الكلام من مواطنين عاديين بل صدر عن أعلى سلطة في الجهة، عن والي صفاقس… عدت للتسجيل والتصريحات التي أدليت بها سيّدي الوالي عند زيارتك لمدرسة الشيحية، وقلت ليتك ما تكلمت فما قلته غير مسؤول وخطير في نفس الوقت، وهذه بعض التساؤلات أتمنى أن تجد الإجابة والتفاعل :
– أوّلا، صرحت سيدي الوالي أنك تعمدت عدم إثارة مشروع الترامواي في جلسة إعداد مخطط التنمية لسنوات 2023-2024 و 2025 لمجرد أن لك رأي شخصي من المشروع أو ربما لأنك سجين يعض الاراء ، وهذا أمر خطير أن يغلب المسؤول آرائه الشخصية على مصلحة الجهة. الحمد الله أن وزارة التنمية كانت أكثر حرصا على الجهة من الجهة نفسها وأصرّت على إدراج المشروع في أولويات الدولة،
– ثانيا، لقد طلبت في المباشر من ثلاثة مواطنين تقدموا بالسؤال بأن يتقدموا بعريضة لإعتمادها في إلغاء المشروع كليا او جزئيا، وهو أمر على غاية من الخطورة، لأنه بنفس هذا المنطق سيلغى المشروع من طريق المطار وسكرة لأنك ستجد معارضين وستلغى المدينة الرياضية من طريق الأنس لأنك ستجد معارضين من داخلها ومن خارجها وستلغى المصبات لنفس الأسباب ( وهو ما يحصل حاليا ) فمتى كانت المشاريع تحضى بالإجماع،
– ثالثا، قلت في الفيديو ” يكذبوا عليكم، الدولة ما عندهاش فلوس ” فمن تقصد بهذا الكلام رئاسة الحكومة التي وافقت على الملف الفني للإنجاز عبر هيئة الشراكة أم أنك تقصد وزارة المالية التي وافقت على تمويل المشروع…. وهل نسيت انك من يمثل الدولة في صفاقس وبالتالي فما قلته اتهام خطير
– رابعا، صرحت بأنه لن يكون هناك ممولين خواص للمشروع في علاقة بضعف مردوديته فما هي الرسالة التي توجهها للمولين المتحمسين للمشروع وأكثر المتناقضات وضوحا أنك صرحت بالأمس بأن المعلق له فرص التمويل رغم أن كلفته أرفع والترامواي يصعب ان يحصل على التمويل فهل إنخرطت سيدي الوالي في لعبة تضارب المصالح ترويجا لمصنع ومنتوج ، على فكرة رجاء قوللنا كيف سيمر المعلق من فوق الممرات العلوية أم أن الحق في النقل سيقتصر على متساكني كلم 4 في حدود الحزام… – خامسا، وإمعانا في التناقضات، عندما يتعلّق الأمر بالمدينة الرياضية تصرّح بأن الأنس هي مستقبل صفاقس وعندما تتحدث عن الترامواي لخصت الحركة المرورية فيها في تنقلات صباحية ومسائية تجعله عديم المردودية… بالأمس كان لك حضورا في إذاعة صفاقس تصورت أنك ستنسّب تصريحاتك الغير المسؤولة لكنك عمقت المشكلة وتناولت الموضوع بشكل سطحي جدا، فقلت طريق تنيور يكفيها أربعة كيران وقلت أن متساكني تنيور عندهم سيارات والمترو ما يدخلش للزناقي،
وصرحت بأنك في إتصال بشركة فرنسية بعد أن سبق أن صرحت بأنك على إتصال بشركة صينية للملعب فهل إحترمت هذه الإتصالات مبدأ الشفافية والحيادية بعيدا عن تضارب المصالح، وهل لديك الشجاعة لتفصح عن إسم الشركة وفحوى المحادثات وتنشر الدراسة التي زعمت أن هذه الشركة أنجزتها، في الختام، شركة المترو على بعد 100 متر من الولاية فهل إجتمعت بهم وحاولت أن تطلع على الدراسات وتقدم المسارات أم أنك اندفعت وصرحت بدون دراسة المشروع وسماع اهل الاختصاص ؟.. صحيح صفاقس همشها المركز وكيف جات الفرصة لرفع التهميش تكفلت الجهة ممثلة في مراكز النفوذ والمصالح الضيقة بالبقية،
لك الله ياصفاقس…
حافظ