
صفاقس والشرمولة والحوت المملح حكاية عشق لا تنتهي بقلم الاعلامية: نجيبة المعالج دربال
الشرمولة والحوت المالح من أشهر الأكلات الصفاقسية في مدينتي صفاقس صبيحة يوم عيد الفطر المبارك . و يعتبر هذا الطبق في عيد الفطر من ابرز عادات أهالي صفاقس.فضلا عن المشروبات و الحلويات بكل انواعها من بقلاوة وملبس وكعك لوز وغيرها قيل والاقوال في تاريخها كثيرة تعود هذه العادة عادة الشرمولة والحوت المالح في صفاقس ؛إلى حادثة قديمة وقعت لسكان صفاقس منذ مئات السنين. ففي سنة كثر فيها الخير من صيد السمك عاد الصيادون في اليوم الأخير من رمضان وشباكهم مملوءة أسماكا كبيرة وكثيرة لم يقبل على شرائها الناس بكثرة نظرا لأن العادة في عيد الفطر كانت في أكل اللحم لا السمك. اضطر بعض الصيادين إلى إلقاء الأسماك في البحر وفكر آخرون في امكانية خزنها كما يخزن اللحم وذلك بتجفيفه مملحا (قديد) وفعلوا لكن بعد أكله اشتد بهم العطش لشدة ملوحته فاقترحوا أن تضاف معه طبخة حلوة عساها تخفف من أثر الملح في الجسم وتزيل العطش. فطبخوا الشرمولة وهي متكونة من الزبيب وهو العنب المجفف من إنتاج غابات صفاقس مرحي ومصفى مع البصل والزيت. ويطبخ البصل اولا حتى يحمر ثم يضاف اليه مخروج الزبيب المصفى ويطبخ الكل معا وجيدا حتى يصير الخليط كانه معجون زبيب ..فتأتي الشرمولة كانها معجون وبلون يميل الى السواد … ومنذ ذلك الحين أصبحت عادة الصفاقسية في عيد الفطرشرمولة وحوت مالح على اختلاف انواعه وخاصة الكبير منه والبكالاو على وجه اخص وصاروا يتفننون في طرق التمليح لتخفيف درجة الملوحة .وحتى الخبز خبز العيد تفنن الصفاقسية في اعداد ه وهو كبير الحجم وشهي جدا ويسمى خبز عيد. وكل عيد فطر في صفاقس والشرمولة والحوت المالح أنواع وأشكال لا تخلو منها جل موائد الصفاقسية. كل عيد فطر ونحن بخير.
نجيبة معالج دربال