صفاقس ومعاناتها مع التلوث البيئي
صفاقس تتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية. ومع ذلك، تواجه المدينة تحديات جمة في مجال التلوث البيئي، مما يؤثر في جودة الحياة وصحة سكانها والبيئة المحيطة.
أحد أبرز أشكال التلوث في صفاقس هو التلوث الهوائي منذ عقود بعد ان قررت الدولة عقب الاستقلال التضحية بالمدينة وزرعت فيها مصانع ملوثة في حين حافظت على طهارة ان صح التعبير المدن الساحلية الاخرى بل خصصتها للسياحة.
ويعود ذلك جزئيًّا إلى النشاط الصناعي المكثف في المنطقة، حيث توجد مصانع كيماوية ومعامل للتكرير، ويتسبب هذا النشاط في انبعاث العديد من الملوثات الهوائية المضرة بالصحة، مثل ثاني أكسيد الكبريت والجسيمات العالقة في الهواء. يعاني السكان من مشاكل التنفس والأمراض الصدرية نتيجة للتلوث الهوائي المستمر.
بالإضافة إلى التلوث الهوائي، تواجه صفاقس أيضًا تحديات في مجال التلوث المائي. تعتبر مشكلة التصريف الصحي غير الملائم من أبرز الأسباب، حيث تفتقر المدينة إلى بنية تحتية قوية لمعالجة وتصريف المياه العادمة. يؤدي ذلك إلى تسرب الملوثات إلى المياه الجوفية والبحر، مما يؤثر في النظام البيئي المائي والحياة البحرية المحلية.
لا يقتصر التلوث في صفاقس على الهواء والمياه فقط، بل يشمل أيضًا التلوث البصري والضوضاء. تواجه المدينة تحديات في مجال التخلص من النفايات وإدارة النظافة العامة، مما يؤدي إلى تراكم النفايات في الشوارع والأماكن العامة وهذا يؤثر في المظهر الجمالي للمدينة وينعكس سلبًا على جودة الحياة.
تدرك السلطات المحلية في صفاقس خطورة التلوث وتعمل على اتخاذ إجراءات للتصدي لهذه المشكلة. تشمل هذه الجهود تعزيز المعايير البيئية للمصانع وتعزيز مراقبة انبعاثاتها، وتحسين نظام إدارة النفايات والتخلص منها، وتشجيع الوعي البيئي والاستدامة بين السكان.
من المهم أن يتعاون الجميع، بدءًا من السلطات المحلية والمؤسسات الصناعية والمجتمع المدني والأفراد، للحد من التلوث في صفاقس وللحفاظ على بيئة نظيفة وصحية. يتطلب ذلك تعزيز الوعي البيئي، وتبنّي ممارسات صديقة للبيئة، وتطوير البنية التحتية اللازمة لمكافحة التلوث والحفاظ على جمال المدينة.
باختصار، تواجه صفاقس تحديات جمة في مجال التلوث البيئي، سواء في الهواء أو المياه أو النفايات ويجب على الجميع العمل سويًّا لتحسين الوضع البيئي والحفاظ على صحة السكان وجمال المدينة.
مالك