
عشت أياما متعاليا عن الناس…..الطاهر العبيدي
✍️ صديقي وجاري ومن رفاق المدرسة الابتدائية. ذهب للعمل في ليبيا. وبعد عام عاد وفاجأ كل الحي، حين رجع ومعه مصورة صغيرة الحجم، يحملها على كتفه. حيث في تلك السنين لا احد يملك آلة تصوير. بل في مدينة الكاف كلها لا يوجد سوى مصور واحد، يسمى الهادي قديش رحمه الله.
✍️ وكنا أثناء الأعياد إذا ابتسم لنا الحظ نأخذ صورة في مقره بالاستوديو. وطبعا باللون الأبيض والأسود، مثلما التلفزة تبث آن ذاك..
ليعطينا وصلا لتسلم الصورة بعد أربع أيام وأحيانا أسبوعاً، ونحن ننتظر ونحلم برؤيتها..
✍️ وبما أني من المقربين من صديقي صاحب المصورة، التي شاد خبرها في الحي، وتناقلتها الألسن بانبهار، وكان يسير متبخترا منتفخا بما لديه، وانا بجانبه باعتباري صديق صاحب المصورة، والناس تحسدني على هذه النعمة، والمرتبة المتقدمة عنده.
✍️ وخصوصا أطفال الحي الذين يتوددون لي كي أتدخل لهم، حتى يضع احدهم عينه على مكان المنظار، وهنا احسست بالكبرياء والتكبر، وشعب الاطفال يتوسلون لي كي امنحهم هذه الأمنية. وبدأ صاحبي يعدد لي خصال هذه الآلة العجيبة، مضيفا مصورتي تستطيع تصوير النساء في الحمام وهن عاريات وانا من مكاني هنا..
✍️ رويت كلامه لابن عمي فقال سأمنع أمي من الذهاب للحمام، فقال له صديقي صاحب المصورة (يا بوهالي راه مصورتي تصور من بعيد البنات الباهية عرايا وامك موشمة ووشمتها قد القداحة وتلبس عكسة وحزام ومصورتي تصور حتى النساء في الديار وبيبانهم مسكرة)..
✍️ وكان يدوس على زر في المصورة الأعجوبة فينبعث منها شعاعا ضوئيا. مما يجعل المتفرجين يتمنون مكانتي، لأني مرات صديقي يمنحني أمامهم هذه الفرصة لأتباهى بها على الخلق. وطلبت منه ان يتكرم علي بشرف حملها على كتفي، فقال لي في البيت اما في الخارج فيجب أن تعرف الناس أني صاحبها..
✍️ وعشنا اياما أنا وهو مبجلين في الحي، يتودد لنا الكل مما جعلني أحس بالكبرياء والتكبر من اجل مصورة فارغة، لا (بيليكيل) فيها سوى ذاك الضوء.. وبدأت اشك في رواية صاحبي، الذي قال ثمنها خيالي، وحاصرته بالأسئلة حتى قال ان ثمنها (بجني ليبي) وبدأ يعترف حتى اقر بانه وجدها في الحدود.. وذهب بعض الاطفال لوالدتي كي تضغط علي من اجل التدخل لهم عند صاحب المصورة الأعجوبة كي يمسوها على الاقل بأيديهم..
🔻( وانتم نشوف فيكم تقروا بلهفة وحسد على مكانتي المرموقة واتبعوا في بعينيكم باش ندخل ليكم عند صاحبي مولى المصورة باش يخليكم تمسوا المصورة وتحقوا أمنية حياتكم)🔻