على غير العادة : من سار على درب التملق لن يصل
في السابق لم يكن الاستحقاق مرهونا بما تملك من كفاءة وسعة أفق بقدر ما هو مرتبط بمدى إتقانك لأساليب التملق، والذي بفضله ستجد نفسك في الصفوة والمقدمة على غرار غيرك الذي يسلك الطرق الصحيحة، مما يعني أن المناصب لم تكن تعطى إلا إذا صعدت سلم التملق.
فالمتملقون ظهروا في جميع الحضارات على مر العصور. ومازالوا موجودين إلى يومنا هذا ، غير أن المعادلة يبدو أنها قد تغيرت ليست في المتملقون أنفسهم ، لأن من شب على شيء شاب عليه ، بل في الشخص المتقبل والمتمثل في رأس السلطة الحالية في تونس. فالسيد سعيد لم يعر إهتماما لهؤلاء وكأننا به عارف بخباياهم وأنفسهم المريضة ، وأن العبارات التى يتفوهون بها تتكون من إسم وفعل ومديح كاذب.
فهؤلاء المتملقون الجدد يعتقد الساذج منهم أنهم يحسنون بصورة الرئيس صنعا ، والحال أنهم يسيؤون إليه أكثر من الأعداء أنفسهم، والغريب أن أغلبهم آكل من جميع الموائد وكال المديح لجميع السياسيين.
وفي ظلِّ هذا الواقع المرير الذي يجثم عليه المتملقون، ويقع المجتمع ضحية لسلوكياتهم المرضية، ولكون هذا الداء ينتشر ويستفحل فإن أنجع وسيلة وأسهل طريقة للقضاء عليه، والحد من خطره، يتمثل أساسا في تنديد رئاسة الجمهورية بأفعالهم ، وإن اقتضى الامر اصدار مرسوم يجرم التملق وإستعمال “البندير” وكل الاساليب التى يستعملها من لعقوا من جميع موائد السياسيين ومن يرفعون شعار “مع الواقف”.
لأن السياسي الحقيقي يمجُّ عادة التملق ويحتقر المتملق.
أسامة