علّي صوتك بالغناء … لسّة الاغاني ممكنة …عبد الكريم قطاطة
في حياتنا نعيش دوما على وقع الاحداث … بحلوها ومرّها ..سواء ذاتيا او في محيطنا المحلي والعربي وحتى العالمي …نتفاعل معها ..نحزن .. نتالّم ..نصرخ .. وتستمرّ الحياة .. نعود الى حياتنا باحثين عن كوة صغيرة من النور وعن رشفة اكسجين … وهذا هو دور الفنّ ..كما الجسم لا ينقطع عن الاكل والشراب حتى في اقسى درجات الصخب وهموم الحياة الروح ايضا في حاجة الى المغنى ..الم يقل عنها بيرمنا التونسي ..المغنى حياة الروح يسمعها العليل تشفيه ..واكسدها موسيقيا زكرياء احمد وشدت بها الستّ ؟؟ الم يصغها محمد منير باسلوب اخر وهو يشدو ..عللّي صوتك بالغناء . لسّة الاغاني ممكنة ….. لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسماء … ولا انهزام ولا انكسار …بهذه المقدمة التي اردتها مدخلا لعرضين موسيقيين دُعيت لهما اخيرا واستجبت للدعوتين وحضرت ..الدعوة الاولى كانت مع مجموعة نغم وهي مجموعة هاوية قدمت الينا من تونس ..ومع هذه المجموعة ساكتفي بابداء ملاحظات ثلاث .. 1 كهواة مجهود يحمد فيشكر خاصة انها احتوت على اكثر من 50 فردا بين عازفين ومجموعة صوتية …انضباط جميل وبورك فيهم جميعا .. 2 الاداء الفردي عموما كان مقبولا ..فقط رجاء وهذا اتوجّه به لكلّ المجموعات وربما اكون ذاتيا في ندائي هذا .. بجاه ربي راهو عبدالحليم استثناء .. اذن موش كل واحد ينجّم يغنّي لعبدالحليم بالذات … وامرّ … الملاحظة الثالثة تخصّ عازفة الايقاع _ الدربوكة _ ..فُتنت بها لسببين الاوّل انها شابة صغيرة السنّ ..ولكن السبب الثاني وهو الاهم هي تعرف بالضبط معنى الايقاع كيف يجب ان يكون مع اغاني العمالقة ..مع العمالقة وهذا ما لم يفهمه البعض … العزف على آلة الدربوكة يجب ان يكون في شكل نقرات لطيفة .. هو كيد تمسح برقة على الجبين .. لا كيد تلطم الدربوكة لطما وكانه مع اغنية المزاودية ..وامرّ آتي الانّ للعرض الثاني والذي كان البارحة مع مجموعة طوق الياسمين وحتى اكون واضحا وشفّافا انا صديق لهذه الفرقةوجدّا …لذلك حتى ان اقسو عليهم احيانا في تعاليقي فذلك لانّي اغار عليهم وعلى المستوى المرموق الذي بلغته الياسمينات .. ومن حقنا عليهم المحافظة عليه …الله غالب جبتوها لارواحكم …البسوا اذن … عرض البارحة كان بعنوان رحّالة … والاسم يُغني عن ايّ تعليق ..كان رحلة في خارطة الوطن العربي غناء وعزفا ..عديدة هي ايجابيات عرض البارحة ..الديكور .. الملابس .. حرفية المايسترو رستم في التنفيذ وفي التحوّل السلس من اغنية الى اخرى .. وخاصة في اختيار الاغاني .. البارحة كانت هنالك اغاني اعادتنا الى ذاكرتنا وبكل نوستالجيا وكانت هنالك اغاني نكاد لا نعرفها .. اي نعم وانا اللي زعمة زعمة نحساب روحي عرّيف متاع اغاني لقيت روحي باهت في روحي ..شكرا رستم .لانك اكدت البارحة انك قمت بعملية بحث في تراثنا الموسيقي العربي وهمست في اذني واذن امثالي راهو ما ثماش واحد يعرف كل شيء … شكرا درسك وصل .. قلت انّي صديق لمجموعة طوق الياسمين اذن من هذه الزاوية اكاد اجزم باني اعرف مقدرة كل ياسمينة في الغناء الفردي ..وهنا آتي الى النقطة السلبية في عرض البارحة .. انه السونو يا اصحاب السونو ..البارحة قلقت جدا لعملية الميكساج التي قام بها مهندس الصوت بين عزف الاوركستر وصوت المغنّية … جل الياسمينات بالكاد كنّا نسمع اصواتهنّ في الغناء الفردي ..نعم ضاعت بعض الاصوات امام طغيان عزف الالات الموسيقية المصاحبة ..وانا ارجّح فرضيّة انّ المصدح المخصّص للغناء الفردي كان البارحة امّا معطّبا او اصابه زكام …آتي الان الى لوحة كان فيها مزيجا بين اداء صاحبتها وخلفها شاشة نشاهد فيها لوحة رومنسية لراقص وراقصة وهنا اعني اغنية سوار عبدالناظر .. اللوحة جميلة قطعا ولكن وهذا من اختصاصي في العلوم السمعية البصرية ..الصورة في السمعي بصري تسحوذ على اهتمام المتلقي بنسبة 80 في ال 100 مقارنة بالصوت .. اي نعم .. لذلك هل كان المتلقي البارحة يستمع الى سوار اما يتابع الرقصة الخلفية ؟ خاصة ومرة اخرى المصدح كان ينقل الينا صوت الانيقة سوار وكانّه آت من بئر ..آتي الان الى اسمين اعتبرتهما وما زلت ايوقنتي الطوق .. فلتسامحنني الياسمينات الاخريات .. سابدأ بلبنى واسأل لماذا اكتفيت باغنية مقادير ؟؟ انا لا ارتوي بالقليل من الاصوات التي احبها ..اذن غلطة وما تعاودهاش .. ماذا اقول عن هالة ؟ ساعيد عليكم ملاحظتي التي ابديتها لها في نهاية العرض بالقول انت ديامنطة يا هالة … هالة بالمعنى السمح للفظة حلوفة ..هي حلوفة في التعامل مع صوتها … اصبحت خبيرة باستعمال نقاط قوتها وخاصة في التزيين …ما شاء الله عليك يا هللولة … اختم بما ختمت به مجموعة طوق الياسمين البارحة ..رستم اختار لنا اغنية معبّرة جدا عن واقعنا التونسي وخاصة منذ جانفي 2011 … الاغنية هي لبندرمان و البارحة ونحن نردد مع الياسمينات كلماتها كنا في صلاة خاشعة مع البلاد وحب البلاد خاصة وجميعنا يردد …مهما دارت الايام … تنسى يا بلادي المحال ..مهما غاروا العديان ..والله ما يعيش فيك من خان .. مهما دارت الايام …ترجع زينة البلدان … اترككم تتخيلون المشهد ..الحضور بالمسرح كان واقفا تحية لتونس هو لم يكتف بترديد المقطع الاخير كل مرة مع الياسمينات بل الحّ على الميسترو ومجموعته اعادة الاغنية كاملة واستجاب ..ما اروع ان تكون الخاتمة مع الياسمينات بعطر ياسمين تونسنا الغالية .. 14 ديسمبر 2024 ….