فاطمة المسدّي : منحة 250 د خطاب موجه للرأي العام لتبييض صورة القيادة النقابية

فاطمة المسدّي : منحة 250 د خطاب موجه للرأي العام لتبييض صورة القيادة النقابية

18 أوت، 20:45

خليني نوضحلكم الصورة بطريقتي:

🔹 أولا: المنحة الشهرية اللي أعلن عليها الاتحاد (250 د) هي “منحة رمزية” يُصرّح بها، أما واقع الحال يختلف، لأن القيادات النقابية يتمتّعون أساسًا بامتيازات أخرى أهمّ من الراتب المباشر: سيارات وظيفية، محروقات، تنقل، إقامة، منح غير مصرّح بيها، والأهم شبكة مصالح تمكّنهم من مداخيل غير رسمية

وفما شكون اصلا معندوش وثيقة تفرغ نقابي وهو في الواقع متفرغ

🔹 ثانيا: التفرّغ النقابي معناه أنّ النقابي يبقى موظّف في القطاع العمومي أو مؤسسة عمومية لكن لا يباشر عمله الأصلي، ويتفرّغ تمامًا للعمل النقابي، مع المحافظة على مرتّبه كاملًا وعلى ترقياته ومنحته. وهنا مربط الفرس:

المنحة الرمزية (250 د) ليست الراتب الحقيقي.

التفرغ يسمح للنقابي أن يظل يتمتّع بمرتبه ومنحه كموظف، دون ما يخدم وظيفته الأصلية.

🔹 ثالثا: أهمية التفرغ النقابي تكمن في:

1. إعطاء وقت كامل للنشاط النقابي والدفاع عن منظوريه.

2. لكن في تونس تحوّل التفرغ إلى امتياز ثابت لقيادات نقابية، بحيث صارت مواقع نفوذ وريع، لا مجرد آلية لخدمة العمال.

3. التفرغ أحيانًا يوظَّف لتوريث المناصب أو للابتزاز الاقتصادي والسياسي، بدل القيام بالمهام النقابية الأصلية.

👉 يعني عمليًا: “منحة 250 د” خطاب موجه للرأي العام لتبييض صورة القيادة النقابية، بينما الحقيقة أنّ التفرغ النقابي هو الامتياز الحقيقي لأنه يخليهم يعيشوا براتب موظف عمومي + امتيازات إضافية، دون التزامات مهنية.

مواضيع ذات صلة