فامة المسدي المشهد الذي عايشناه يوم أمس يلخّص بدقّة واقع تونس اليوم

فامة المسدي المشهد الذي عايشناه يوم أمس يلخّص بدقّة واقع تونس اليوم

22 أوت، 20:45

المشهد الذي عايشناه يوم أمس يلخّص بدقّة واقع تونس اليوم قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل اختارت مرّة أخرى ممارسة السياسة في الشارع ورفع الشعارات في شارع بورقيبة حتى اننا راينا شعارات لا دخل لها بالعمل النقابي، بينما رئيس الجمهورية فضّل أن يكون حيث يوجد الشعب فعلًا: في الأحياء الشعبية، في الأسواق، في المستشفيات، وبين المعتصمين من شبابنا ودكاترتنا الباحثين الذين طالت بطالتهم.
هذا الفرق ليس شكليًا بل جوهري: الرئيس يريد اثبات انه لا ينخرط في لعبة السياسة الحزبية ولا في استعراضات الشارع، بل يمارس دوره الدستوري من خلال الالتصاق بالناس ومتابعة المرافق العمومية، من تعليم وصحة ونقل، التي دمّرتها سنوات الفساد وسوء التسيير.
ومن واجبي كنائبة أن أؤكد: احترامنا للدستور وللحق في العمل النقابي الحقيقي والصادق محفوظ، لكن على القيادة النقابية أن تتحمّل مسؤوليتها أمام القضاء. فملفاتها يجب أن تُفتح بجدية، لأن المساءلة والشفافية هي أساس دولة القانون، ولا يمكن أن يبقى أحد فوقها.
وفي نفس الوقت فإنّ المطلوب من الرئيس أن يُجسّد حل عملي وعاجل لملف الدكاترة الباحثين. فلا يمكن أن تستمر طاقات علمية بهذا الحجم في البطالة واليأس، بينما تونس في أمسّ الحاجة إليهم في التعليم العالي، في البحث العلمي، وفي ربط الجامعة بالاقتصاد. الرئيس أرسل رسالة واضحة بلقائه بهم، وعلى الحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها في تحويل هذه الرسالة إلى حلول ملموسة.
الدولة تُبنى بالفعل والإنجاز، لا بالشعارات. والمواطنون يعرفون جيّدًا من يعمل لصالحهم، ومن يتخفّى وراء الهتافات لحماية مصالح ضيّقة

مواضيع ذات صلة