فرصة للنجاة … !….سلوى بن رحومة
طوفان الاقصى من كان يؤمن باتقاد النار تحت الرماد وبان الصمت لا يشكل الا حالة مخاض و من كان يؤمن بانه يوجد في النهر خير مما يوجد في البحر وان الضعف ضعف عقيدة لا عتاد كان يعرف ان الشعب الفلسطيني يعد العدة ليوقض فينا حالات الشرف المنسية و يضخ الدماء في عروقنا لنحسن التعبير عن انفسنا ونقتنع اخيرا ان العروبة تعني لنا بالانتماء واننا مسلمون نعتز بايماننا ولسنا مجبرين عليه لاننا ولدنا كذلك
هذا الشعب الذي كان ينتظر من العرب دولا وافرادا ان تذود عنها و تحمي ما تبقى منها من حياة صار يحمي العروبة ويذود عنها و يعلي كلمة الاسلام . لا ادري كيف استطاعوا قلب الموازين و الادوار هل كان ذلك عن قناعة منهم ام انهم كانوا في سياق الدفاع عن انفسهم يحققون اهدافنا الجماعية .اهداف يفترض انها بعهدة الدول العربية و المسلمة الاخرى الا فلسطين .ليس استنقاصا منها وانما لان ما تعانيه من احتلال يسقط عنها هذا الواجب .
بتخطيط او بدون تخطيط تصدرت فلسطين قائمة الدفاع عنا واسترجاع هيبتنا و كرامتنا و ايقضت فينا الحنين الى الانتماء ايقضت فينا الاعتزاز بالانتماء و عززت الانتماء لمن هم على عهدهم للعروبة اوفياء . كان ذلك صعبا لو قامت به اي دولة اخرى غير فلسطين ان تجد هذا التجاوب وهذا الارتماء المفاجىء في احضان الانتماء فقد ابتعدنا كثيرا وصرنا في شمال افريقيا مثلا كلما ابتعدنا عن انفسنا اقتربنا من تحقيق هدفهم في الازدراء لكل ماهو عربي و الارتماء في احضان حضاراتهم المصطنعةالتي من كثرت ما مدحوها لنا اشتريناها و من كثرة ما شتموا لنا عرضنا استبحناه. حتى صار المعجم الشعبي لدينا يعج بهذا الرفض للانتماء فكل ماهو دون المطلوب نسميه عربي ( طريق عربي .. ) ولا لوم عليهم لان الحب نورثه و نسعى الى توريثه اذا كان من اهدافنا التربوية .
علينا ان نقر ان فلسطين لم تعد الينا عروبتنا بمجهود كبير وانما بارواح كثيرة و كثير من الدماء بل دمار اخذته على عاتقها لتصل بقضيتها الام وقضاينا المجاورة الى نقطة العالمية . ليعيد العالم باسره ترتيب الحقائق من جديد و توزيع الادوار من جديد و تحديد المفاهيم من جديد .
القناعة و الثبات على المبدا خلق القوة فيها ارضا و شعبا . شعب لا يتعلق بالحياة كما نفعل . شعب يؤمن بالروحي و يعطيه مكانته . لذلك صار معلما للشعوب . منذ اللحظة التي لم يعد ينتظر من الاخرين النجاة صار يجيد رسم خارطة طريقه و يقوي نفسه ليتخطى من مرحلة الى اخرى . لا يعد الخسائر لان الربح في الحرب ليس الغنيمة وانما في قوة اعلان الحرب ذاتها
هذا النصر الذي اهدته لنا فلسطين مسلمين وعرب فرصة كبيرة لمن يؤمن بان الفروق لابد ان تستمر وان تسمى الاشياء باسمائها وان الابقاء على الخصوصية الحضارية جزء من الوجود و انه حان الوقت لايقاف النزيف الذي يسمى قيم عالمية و عولمة تحرق الاخضر و اليابس فينا . لابد ان نؤسس لغد يشبهنا مع من يشبهوننا حقا او يؤمنون بالاختلاف حقا لا شعارات ..لذلك اعتقد ان طوفان الاقصى فرصة ذهبية للنجاة للاقلاع نحو مجتمع عربي مسلم بكل مبادئه بعيدا عن فضفضة المشتقات الانسانية و العالمية لان الاسلام من علم الانسانية ابجديتها