في ذكرى الإسراء والمعراج: اعتداءات متواصلة على المسجد الأقصى وربع سكان غزة يواجهون” الجوع الشديد”
“سُبْحَانَ الَذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ”.مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, وأولى القبلتين يتعرض منذ 1967 لشتى أنواع الاعتداءات الإسرائيلية ,من إقامة حواجز, من اقتحامات, من اعتداءات على المصلين وحتى منع وصولهم للمسجد للصلاة فيه, من استبعاد, من اعتقالات , اعتداءات زادت حدتها بمجرد تولي إيتمار بن غفير وزارة الأمن القومي واقتحامه للمسجد الأقصى, وجاء التصعيد من قبل الجماعات المتطرفة ولأول مرة تشهد باحات المسجد الأقصى أداء الصلوات التوراتية ,وتأبين الجنود الذين قتلوا في غزة.
ومن الأقصى إلى غزة و الحرب تدخل الشهر الرابع ,وبينما الأنظار تركز يوميا على عدد القتلى والجرحى والخسائر المادية, تطل علينا مشاهد لبراعم صغيرة ترتعش من شدة البرد, ونتساءل كيف يقاوم الطفل في غزة ذاك العود الغض البرد القارس في الخيام؟ كيف ينام في الوحل والجوع ينهش في جسده ؟وكم من الوقت سيصمد؟ ,كما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر انتشار الأمراض المعدية, وقد سجلت منذ بداية الحرب 179 ألف حالة إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد ,وأكثر من 136 ألف حالة إسهال بين الأطفال دون سن الخامسة, و أكثر من 55 ألف حالة جرب وقمل, و4600 حالة يرقان ,وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف مليون شخص أي ربع سكان غزة يواجهون ظروف جوع كارثية, كما جاء في التصنيف الدولي للأمن الغذائي أن مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ, وأن غزة على مشارف مجاعة.. منظمات دولية وحكومات عجزت عن كسر الحصار وإدخال المساعدات اللازمة انتصارا للإنسانية ,ومن المسجد الأقصى إلى غزة وفي كل الأراضي المحتلة لا تتوقف الاعتداءات الإسرائلية في الخليل, جنين,نابلس,طولكرم,رام الله,قلقيلية.. ترسانة عسكرية تسفك الدماء, تعتقل, تهدم,تهجر ,تمنع ,تقتحم ..من يوقف آلة الدمارالوحشية..
إن الخوف الذي يسكن قلوبنا من استمرار الحرب على غزة يضاعفه خوف أكبر, وهو أن يستمر بالإضافة إلى العدوان منع دخول المساعدات وإيصال الدواء والغذاء, مما يؤدي إلى إبادة جماعية بسلاح التجويع.
لبنى حمودة
ا