في ذكرى وعد بلفور: السينما التونسية تنضم للحركة العالمية لتعزيز الأصوات الفلسطينية
بمناسبة ذكرى إعلان وعد بلفور (2 نوفمبر 1917)، انخرطت المكتبة السينمائية التونسية في الحركة العالمية لتعزيز الأصوات الفلسطينية والتنديد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وذلك دعما للحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته على أرضه ودحض السرديات الإسرائيلية.
وتحت عنوان « أيام فلسطين السينمائية »، تابع جمهور الفن السابع، مساء أمس السبت بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة، عرضا للفيلم الفلسطيني « المطلوبون الـ18″ وهو من إخراج عامر شوملي وبول كوان، وهو عمل نابع من قصة حقيقية .
ويحكي هذا الفيلم أحد قصص المقاومة الشعبية خلال سنوات الانتفاضة الأولى، حيث أن سنة 1948 وجيش الاحتلال الإسرائيلي مشغول بمطاردة 18 بقرة في بلدة بيت ساحور. يُعلن جيش الاحتلال أن البقرات تشكل خطرا على أمن الكيان الصهيوني، بعد أن بادر أهالي البلدة إلى حملة مقاطعة لمنتجات الاحتلال واستهلوها بشراء 18 بقرة لصناعة الحليب ومنتجاته.
اضطر المزارعون الجدد إلى تعلم أبسط المهارات من أجل إنجاح مشروعهم، ولكنهم كانوا عازمين على أن يصبحوا قدوة في الاعتماد على النفس من أجل توفير البديل للمنتجات الصهيونية، فيجد جنود الاحتلال أنفسهم يطاردون الأبقار، بينما يقوم أهالي البلدة بتهريبها من مكان إلى آخر. وتصبح الأبقار إحدى رموز المقاومة الشعبية، ويُطلق عليها اسم “حليب الانتفاضة”، الذي غالبا ما يُوزع في الليل.
ويظهر الفيلم قوة التعبئة الجماهيرية والمقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي خلال سنوات الانتفاضة الأولى، التي عرفت أيضا باسم « انتفاضة الحجارة »، في إشارة إلى الأطفال والشباب الذين كانوا يقاومون بالحجارة جيش الاحتلال بسلاحه الآلي ومدافعه المتعددة.
وسجل عرض هذا الفيلم حضورا محترما من الشباب الذي واكب أيضا بقاعة « سيني 350″ عرضا ثانيا لفيلم فلسطيني بعنوان « لماذا المقاومة » من إخراج كريستيان غازي.
وللتذكير فإن « أيام فلسطين السينمائية » تظاهرة سنوية دأب على تنظيمها « فيلم لاب » في شهر أكتوبر من كل سنة منذ 2014، « وتهدف إلى وضع فلسطين على خارطة صناعة الأفلام العالمية، إضافة إلى الترويج للأفلام المحلية والدولية للمساهمة في إحياء الثقافة السينمائية في فلسطين ».
وفي ظل الجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة بالخصوص منذ عام، وأمام التضليل الإعلامي الذي ترتكبه وسائل إعلام عالمية، وتشويه الرسالة الفلسطينية، لم تعقد أيام فلسطين السينمائية السنة الماضية وهذه السنة على الأراضي الفلسطينية، فقد اختار القائمون على هذه التظاهرة أن « يحملوا قصتهم وصوتهم إلى ما وراء الحدود » قائلين إنهم يعولون على الأصدقاء والشركاء حول العالم ليتولوا تنظيم عروض لأفلام من فلسطين وعن فلسطين، « يصنعون من خلالها مساحة لتمثيلنا وإيصال الروايات القادمة من الفلسطينيين » وفق ما جاء في الموقع الرسمي للجهة المنظمة.
وقد تم إلى حد الآن الإعلان عن تنظيم أكثر من 250 عرضا لفيلم فلسطيني حول العالم، سيقع عرضها للجمهور على مدى 23 يوما بداية من يوم 2 نوفمبر 2024.