في مُؤسساتنا التربوية الولي يظنُ أنه ينصر إبنه حين يهاجم المربي….

في مُؤسساتنا التربوية الولي يظنُ أنه ينصر إبنه حين يهاجم المربي….

13 نوفمبر، 20:45

بعض أولياء الأمور يظنون أنهم ينتصرون لأبنائهم حين يهاجمون المربي لكنهم في الحقيقة يزرعون في قلوبهم أول بذرة تمردٍ على كل سلطةٍ تربوية ، على كل توجيهٍ ناصح ، على كل كلمة “احترم” و”استمعاليوم تهاجمون المربي ليشعر ابنكم بالقوة وغدًا سيهاجمكم بنفس القوة ،لأنكم أنتم من علمتموه أن التمرد بطولة ، وأن الصوت العالي هو دليل الحق .احموا أبناءكم من الغرور … فالذي لا يحترم نفسه أمام من علّمه ، لن يعرف يومًا كيف ينهض بثقة أمام الحياة .إلى أولياء الأمور الكرام “من أجل أبنائكم .. احموا قلوبهم قبل أن تحموا كبرياءهم”نعلم أنكم تحبّون أبناءكم ، وأنكم ترغبون في الدفاع عنهم ، لكن ليس كل دفاعٍ عن الأبناء نصرٌ لهم ، فبعض الانتصارات المزعومة تُسقِطهم من الداخل ، وتزرع فيهم بذور الغرور ، والتمرد وسوء الأدب ؟حين تُضعفون مكانة المربي أمامهم ، وتبررون خطأهم ، أو تُشجعونهم على مجادلته وتحديه ، أنتم لا تنتصرون لأبنائكم ، بل تهدمون أول سورٍ من أسوار تربيتهم . المربي ليس خصمًا ، بل شريكًا في صناعة الإنسان الذي سيحمل اسمكم في المستقبل .

إن كرامة المربي من كرامة العلم ، واحترامه ليس طاعة لشخصه ، بل احترامٌ لقيمة التربية ذاتها .٠٠يا من تزرعون في أبنائكم فكرة “لا أحد يعلّمني”، تذكّروا أنكم بذلك تسلبونهم أجمل ما في الإنسان : قابلية التعلّم ، والاتساع ، والتواضع أمام من يعرف أكثر . فمن اعتاد أن يرفع صوته على مدرسه اليوم ، سيرفع صوته عليكم غدًا ، ومن استهان بالتوجيه اليوم ، لن يقبل النصيحة غدًا .

أيها الآباء والأمهات ،كونوا سندًا للمدرس ، لا سيفًا عليه . ازرعوا في قلوب أبنائكم أن للعلم هيبة ، وللمدرس مقامًا، وأن النقد لا يعني الإهانة، والاختلاف لا يعني التمرد .علموهم أن الرجولة والأنوثة الحقيقية ليست في الصوت العالي ، بل في الأدب العالي .!ولنحمِ أبناءنا من أن يكونوا ” أذكياء متعجرفين “، ولنجعلهم “واعين مهذبين”.ساعدونا لنعلّمهم لا فقط كيف ينجحون في الدرجات ، بل كيف ينجحون في الحياة ؟

خالد دريرة

مواضيع ذات صلة