قراءة في فيلم “غدوة” لظافر العابدين..عندما تكون الذات أهم من العمل الفني.. بقلم الأستاذ سالم المتهني
إذا اختار ظافر العابدين أن يكون مؤلف القصة و الممثل و المخرج فليكمل الحلقة و ليكن هو المتفرج و ليعط قراءته لعمله الفني لأن ظافر العابدين ألغى المتفرج بذاته المتضخمة، هذه الذات التي لم تكتف بالاستحواذ على كل الأدوار بل استأثرت كذلك بدور البطولة حتى أننا لم نعد نرى سواها في الشريط نفسه. فإذا استثنينا مجسد دور الابن الذي ظهر في مشاهد عديدة فبقية الممثلين كانوا ثانويين و كان ظهورهم كالومض. فلئن كان “الوان مان شو” تجربة رائدة في المسرح فلن تكون كذلك في السينما. دعا ظافر العابدين المتفرج إلى تأمله ذاتا و ممثلا فأصبح المشاهد يتابع أداء الممثل بعد أن يئس من القصة لأنها لم تعد موجودة لضعفها و أصبح المشاهد كأنه يتابع لاعبا يستعرض مهاراته في اللعب دون كرة فتعجبه رشاقة الحركة و سرعتها و يظل يمني النفس أن يرى اللاعب في المباراة و المباراة “غدوة” .أما اليوم فلنا لاعب يحتاج لدعم الجمهور .و دعم الجمهور مشروط بأداء اللاعب في المباراة و بمدى قدرته على اللعب الجماعي. ظافر العابدين لعب وحده فألغى المخرج و كاتب القصة و الممثلين و الجمهور. هذا الجمهور الذي أراده(المخرج المؤلف الممثل)مرآة لنرجسيته. لكن ذلك لم يتحقق. عنوان الشريط “غدوة” أعتبره وعدا من الممثل ” ظافر العابدين “يقطعه على نفسه لنفسه بأن يخرج فيلما جيدا.Entrer