قطرات حياة: صراع أطفال غزة مع العطش والأمل…اشرف المذيوب

قطرات حياة: صراع أطفال غزة مع العطش والأمل…اشرف المذيوب

18 أوت، 21:45

في قلب غزة، حيث تحرق الشمس الأرض كألسنة اللهب، يقف أطفال نحيفون، ترتجف أجسادهم من العطش، وتلمع عيونهم بأمل خافت، كنجمة ضائعة في سماء صيف مظلم. لا ماء يروي حناجرهم المتشققة، ولا نسيم برد يخفف عنهم حرارة الجسد والروح.
يتجمعون حول شاحنة مساعدات، فتتساقط منها قطرات متناثرة، ملوثة، تحمل صدى حياة صامتة. يمدّون أيديهم الصغيرة، يقبضون على قوارير بلاستيكية بالية، وكل ثانية تمر كعقد من المعاناة. كل قطرة تمثل لهم ثمرة الحياة، وكل لحظة انتظار هي اختبار لصبرهم الضعيف، لكن الذي لا ينكسر.
وجوههم، رغم الألم، ما زالت تحتفظ ببراءة لم تعرف الجفاء بعد. عيونهم تقول ما لا يستطيع اللسان التعبير عنه: “نريد الحياة، نريد لحظة واحدة من الراحة”. الشمس تحرق ظهورهم، والهواء ثقيل كالحديد، لكنهم يقفون، يتشبثون بالأمل، يقاومون العطش، كأن الحياة نفسها في مهب هذه القطرات القليلة.
هنا، في حرارة الصيف اللاهبة، تتجسد مأساة الطفولة بأبسط صورها: العطش، الصبر، والأمل الذي لا يموت حتى في أحلك الظروف. قلب كل من يراهم يتوقف، وضميره يتساءل: كيف يمكن للعالم أن يسمح للأطفال أن يقاتلوا من أجل بضع قطرات ماء؟

مواضيع ذات صلة