قيس سعيد وخطاب الاتجاه المعاكس… بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

قيس سعيد وخطاب الاتجاه المعاكس… بقلم أحمد الحباسي كاتب وناشط سياسي

21 جانفي، 20:35

لا أدري لماذا يصرّ سيادة الرئيس، لا فضّ فوه، على تكرار مزحته غير المناسبة والتي يقول فيها إنه لا حل لخروج الاقتصاد التونسي من أزمته سوى العمل. أي والله، سيادة الرئيس لا يزال يسمّم مسامعنا بهذه النصيحة رغم أنه يعلم أنه لم يوفر لهذا المواطن المطالب بالعمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد كان أحد المساهمين الفاعلين في سقوطه، قلت لم يوفر لهذا المواطن لا احتياجاته اليومية من مواد تموين ولا وسائل نقل متواترة ومنتظمة ولا منظومة صحية ولا أدوية ولا عدالة جبائية ولا منظومة تعليم لا تستنزفه في مقابل الدروس الخصوصية ولا وسائل ترفيه ولا تلفزة عمومية تبتلع المليارات ولا تقوم الا بتجمير البايت ولا أسواق يجد فيها ضالته بأسعار معقولة يضاف إلى ذلك إصراره على إجبار المواطن المنهوك على سماع تصريحاته التي أصبحت مملّة و مكررة إلى حد غير مقبول.

من حقنا أن نسأل من شبهه البعض من باب التندر أو المدح المفتعل بالخليفة سيدنا عمر ابن الخطاب كيف يريد من المواطن أن يلتحق بالعمل وهو يدرك ما وصلت إليه منظومة النقل العمومي من بؤس وخراب ؟ فهل يريد سيادته أن نركب الحمير كوسيلة نقل ؟ وحتى الحمير لم تعد أسعارها في المتناول إضافة إلى أن هناك من وجد فيها ضالته لتعوض حرمانه المزمن من لحم الخروف والعجول بفعل سياسة فلاحية عقيمة ومتكلسة تتبعها حكومة تسيير الأعمال بقيادة تلك السيدة التي زجّ بها الخليفة عمر ابن الخطاب في أتون معركة ليست في متناولها ولا تملك أدنى المؤهلات لخوضها أو نسب النجاح في كسبها. نريد أن نسأل هذا الرجل الذي ركب شعار “الشعب يريد” وهو بعيد كل البعد عن معرفة طموحات هذا الشعب وحقيقة مشاغله وما يعانيه كيف يطالب المواطن بالعمل في ظل ما تشهده الساحة من اشتعال نار الأسعار وفقدان مواد التموين ؟ فهل يريد سيادته من المواطن أن يقتات التبن والحشيش وهي مواد مفقودة بفعل عامل الجفاف وانحباس الأمطار ؟

لا يريد رئيسنا المغوار أن يسأل أهل الذكر ولا سماع نصيحة الغيورين على هذا الوطن ولذلك بدل أن يكون الحل تحول إلى مشكل استعصى حلّه حتى من أكثر المتفائلين وبات لغزا صعب الفهم وعصيّا على التحليل حتى من أقرب المقربين إليه بل هناك من بات يصدق أن ما تسرب من أقوال مديرة ديوانه السابقة السيدة نادية عكاشة حول حالته الصحية المتدهورة هو توصيف صحيح وحقيقة لم تعد تثير شكوك أحد. لقد حوّل الرئيس نفسه إلى فاتق ناطق متعنت وحوّل بلدا إلى مزرعة خاصة وبات مجرد متصرف قضائي يدير أحوال البلاد والعباد بشكل عشوائي ولا علاقة له بالحكمة و التروي. بطبيعة الحال نجح سيادة الرئيس نجاحا منقطع النظير في زرع منسوب غير مسبوق من الإحباط الذي تحول إلى حالة إدمان وبات واضحا أن ما يطرحه من أفكار رتيبة وغير مناسبة من حيث الشكل ولا من حيث المضمون قد تجعله يتحول إلى مجرد حكواتي لا رئيس دولة وحين نرى أمثال السيد أحمد نجيب الشابي من الفاشلين والصفر فاصل يطرحون أنفسهم بديلا للحكم ندرك حتما أن تونس قد هزلت وسامها كل مفلس.

مواضيع ذات صلة