كل شيء يمكن نخطىء فيه … الا التعليم … أ.د الصادق شعبان
حول الاستشارة الوطنية للتعليم
كل شيء يمكن نخطىء فيه … الا التعليم …
كل خطأ يقضي على جيل و يهدد المستقبل كله …
ان نستشير نعم ، فالاخذ براي الناس هو من باب الديقراطية و ترشيد القرار … لكن ، رأي العموم لا يكفي و يجب الاحتكام الى المختصين…
رغبتي ليس التخويف … ابدا … و انما من باب الحرص على نجاح المسعى … فابناؤنا في الميزان و مستقبل تونس كله في الميزان …
ملاحظتي للمشرفين على الاصلاح هي التالية :
أولا: اعتماد نتائج الاستشارة الوطنية دون شك ، لكن عدم الاكتفاء بما وصلت اليه و عدم اعتماد الموافقات كمرجعية وحيدة للاصلاح … نتائج الاستشارة لن تكون سوى مادة أولية لا أكثر ، بحيث توضع هذه المادة بين ايدي فريق من المختصين من مجالات البيداغوجيا و تخطيط السياسات العمومية و رجال الاقتصاد و التكنولوجيات الحديثة و غيرهم …فنكون بذلك أخذنا باراء المواطنين من جهة ، و و ضعنا تصورا عقلانيا مدروسا من جهة اخرى …
ثانيا : عدم البحث عن تغيير كل شيء دفعة واحدة ، فهذا من ناحية صعب ، و من ناحية اخرى خطير ، و الأفضل الاصلاح في أجزاء متتالية بعد ضبط التصور العام ، و التخطيط لذلك على فترة معقولة ،
ثالثا : اعتبار الاصلاح هو من طبيعة الاشياء و هو عملية متواصلة فلا الاصلاح الحالي هو الاول و لا هو الاخير ، كما يجب أن نُبقِى المنظومة التربوية تحت المحك دوريا ، لأن من طبيعة الأشياء التطور، و دون ثورات ،
رابعا: اعتماد بعض الانظمة التربوية الناجحة في دول اخرى كمرجع للاصلاح ، فما يجب فعله يكاد يكون معروفا ، الاهم هو التخطيط لإدراج افضل الممارسات في المنظومة الوطنية ( كيف تكون حوكمة القطاع بكل مكوناته – قبل المدرسي و المدرسي و الجامعي و المهني و التعلم مدى الحياة ، و ما هي البرامج الجديدة، و أنظمة التدريس و التقييم ، و دور التعلم الذاتي و صنع المضامين ، و حجم التمويلات الضرورية و القابلية لتعبئة هذه الاموال ،و التعاون بين القطاع العام و الخاص و التعاوني ، و صقل المهارات الموجودة لأن المعلم هو الاساس في نجاح التعليم و كذلك السبب في الاخفاق ، و تركيز نظام مستقبلي ناجع لتكوين المكونين ، دون ان ننسي بيان التدابير الانتقالية و الإجراءات المصاحبة … )
خامسا : الاخذ دائما في الاعتبار ان التعليم هو اساس كل السياسات العمومية الاخرى و هو الطريق الحقيقية لتغيير الواقع و التحكم في المستقبل ، و الدينار الذي يستثمر في التعليم مردوده كبير لكل السياسات الاخرى …
أ.د الصادق شعبان