كيف يحافظ المراقبون الجويون على سلامة آلاف الطائرات يوميًا — دون أي تصادم؟!
يوميًا، تشهد سماء العالم أكثر من 100,000 رحلة بين إقلاع وهبوط
ورغم هذا العدد الهائل… حوادث التصادم في الجو نادرة للغاية.
فما السر؟
الجواب هو: المراقبة الجوية (ATC) — شبكة عالمية من المتخصصين والأنظمة الرادارية والبروتوكولات الدقيقة، تعمل على مدار الساعة لضمان أن كل طائرة تسير في مسارها بأمان.
كيف تعمل المراقبة الجوية؟
من لحظة تحريك الطائرة على الأرض وحتى وصولها للبوابة في المطار، تمر الرحلة بخمس مراحل مراقبة أساسية:
Ground Control
مسؤولون عن تنظيم التحرك، الـPushback، ومسارات التاكسي قبل الوصول للمدرج.
Tower Control
يمنحون الإذن بالإقلاع والهبوط ويتابعون حركة الطائرات على المدارج.
Departure Control
ينظمون صعود الطائرة ويحافظون على المسافات الآمنة بعد الإقلاع.
En-Route / Center (ARTCC)
يتابعون الطائرات خلال مرحلة التحليق على الارتفاعات العالية.
Approach Control
ينظمون الهبوط والانحدار وتسلسل الطائرات قبل الوصول للمدرج.
كل جهة تسلم الأخرى المهمة بسلاسة — مثل سباق تتابع جوي — لضمان رحلة آمنة وفعّالة طوال الطريق.
قواعد الفصل بين الطائرات (Separation Standards)
لمنع أي تقارب خطير، يطبق المراقبون الجويون معايير صارمة:
الفصل الأفقي: 5 أميال بحرية على الأقل
الفصل العمودي:
1,000 قدم حتى FL410
2,000 قدم فوق FL410
في نطاق RVSM بين FL290 وFL410، يمكن تقليل المسافة العمودية إلى 1,000 قدم فقط بفضل الأنظمة الدقيقة الحديثة
هذه المعايير، إلى جانب الرادار و ADS-B وأنظمة الاستشعار المتقدمة، تمنح ATC قدرة تتبع لحظية ودقيقة لكل طائرة في السماء.
المراقبة الجوية أكثر من مجرد منع التصادم
المراقب الجوي يعمل أيضًا على:
تحسين انسياب حركة الطائرات
تقليل آثار الاضطرابات الناتجة عن الدوامات الهوائية
إنشاء تسلسل مثالي للإقلاع والهبوط
التعامل السريع مع الطقس المتغير والطوارئ
إنها هندسة متقنة لإدارة سماء مزدحمة… دون أن يشعر المسافر بأي شيء!
موقف حقيقي يثبت أهمية ATC
في عام 2023، تمكن برج المراقبة في مطار JFK من منع تصادم محتمل على المدرج، بعد اكتشاف تقارب خطير بين طائرتين.
تدخل سريع وتعليمات دقيقة… حولت كارثة محتملة إلى مجرد لحظة عابرة.
في عالم الطيران… السلامة ليست صدفة.
بل نتيجة يقظة مستمرة من رجال ونساء يعملون خلف الكواليس لضمان وصول كل رحلة بسلام.
مواضيع ذات صلة
