لاهالينا في قابس … اي نعم كنت شاهدا على العصر … عبد الكريم قطاطة

في بداية التسعينات ومع بداية ممارستي لمهنتي كمخرج تلفزي اقترحتُ على ادارة التلفزة انذاك مشروع برنامج وثائقي اسميته شعاع من الجنوب ..وحرصت فيه ان انقل وبامانة مشاغل المواطن التونسي هنالك .. ومن ضمن حلقات ذلك البرنامج تحوّلت الى قابس مع فريق تلفزي وقمت باعداد واخراج حلقة خاصة بالمجمع الكيميائي _ ما اليه وما عليه _ وللامنة عايشت وعن قرب معاناة العاملين بالمركب ومعاناة المواطنين بقابس من مخاطر التلوّث .. وها انا شاهد على العصر … دعوني اقل لكم انّي انا والفريق التلفزي الذي رافقني لم نستطع تحمّل ما استنشقناه من مداخن المجمع … بايجاز كانت رحلة شاقة للغاية عشناها واردنا ايصالها للمشاهد …وطبعا لم افاجأ بعدم بثّ ذلك الشريط الوثائقي لانّ ادارة التلفزة انذاك صنفته من نوع كلام احرش .. واليوم وانا اتابع ما يحدث من تحركات في قابس ارى لزاما عليّ ان ابدي ملاحظتين .. الاولى تعاطفي الكامل مع اهالينا في قابس ومع حقهم في حياة وصحة لا تشوبها شائبة ..رغم يقيني بانّ الوضعية شائكة جدا لايجاد حلول لا يجوع فيها الذئب ولا يشتكي الراعي ..لكن تبقى الاولويّة القصوى في ايّ مشكل هي حقّ الانسان في حياة دون مخاطر للصحة … الملاحظة الثانية اخصصها لفئة كانت تحكم … سواء قبل جانفي 2011 او بعده ..انتم بالذات لا حقّ لكم في الركوب على الحدث .. اين كنتم عندما باشرتم الحكم ؟ الم يكن المجمع الكيميائي موجودا ؟ ماذا قدمتم لاهالينا في قابس كبديل للاوضاع ..اذن اخرسوا لا بارك الله في اغتنامكم الفرصة للتعبير عن انشغالكم بالوضع … فاتكم القطار وعودوا الى جحوركم ..