لا تحدثوني عن وقف الحرب، ما دامت غزة لم تُمنح حتى حق الحياة.

لا تحدثوني عن وقف الحرب، ما دامت غزة لم تُمنح حتى حق الحياة.

9 جويلية، 21:15

قالوا إن الحرب بين إيران وإسرائيل قد تتوقف، قالوا إن التوتر قد انخفض، وإن الجبهات قد تهدأ، وإن المنطقة مقبلة على “استقرار”.
لكن، دعوني أطرح سؤالًا بسيطًا… ماذا عن غزة؟
من يوقف النار عن أطفالها؟ من يطفئ الحمم المتساقطة على رؤوس العائلات؟ من يعيد الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، من يعيد البيوت التي سُويت بالأرض، من يعيد الحياة التي سُرقت عمدًا وتحت سمع وبصر العالم ؟
غزة لا يعنيها اتفاق تهدئة على الورق، غزة لا تحتاج تصريحًا دبلوماسيًا بل كفًّا عن الذبح، غزة لا تنزف منذ س
أشهر، بل منذ سبعة عقود. منذ وُلد هذا العالم على صمته وخيانته وعدالته العرجاء.

الكل يتحدث عن “التفاهمات الإقليمية”، وعن توازن الردع، وعن حسابات السياسة المعقدة، وكأن الدم الفلسطيني تفصيل هامشي، وكأن غزة ليست على الخريطة.
إسرائيل تتحدث عن “الردع”، عن “أمنها القومي”، عن “إعادة الجنود إلى الديار”، بينما تُبيد شعبًا بأكمله، تقتل الصحفيين، وتقصف المستشفيات، وتجرف المقابر.

ثم يأتي بعضهم ويقولون لك: لا تُحرّض، لا تغضب، لا تصرخ، حافظ على الحياد.
الحياد؟ في وجه المجازر؟ في وجه التطهير العرقي؟
الحياد في الجريمة خيانة، والصمت تواطؤ.

أوقفوا الحرب؟! الحرب الحقيقية لا تزال مشتعلة في غزة. ليست حرب جيوش ولا توازنات، بل حرب وجود. حرب إبادة تُبَثّ على الهواء مباشرة، ويُصفق لها البعض وكأنها “ضرورة أمنية”.

غزة ليست بندًا في المفاوضات، وليست ورقة ضغط، وليست “أضرارًا جانبية”. غزة هي خط الاختبار الأخير لإنسانيتنا.
ومن لم يرَ بعد، فهو أعمى بضميره، لا بعينيه.

لا تحدثوني عن وقف الحرب، ما دامت غزة لم تُمنح حتى حق الحياة.

مواضيع ذات صلة