لحظة صراحة : هل إقتنع المسلمون أن الدُعاء بدون عمل وعلم لا ينفعهم؟ حافظ كسكاس
في كل خطبة جمعة وفي كل مصيبة تحل بالمسلمين وما اكثرها لا تسمع الا الدعاء والتوسّل الى الله عزّ وجلّ حتى يقيهم غطرسة بني صهيون والدعاء عليهم بالفناء ولكن ومنذ 1948 ونحن نكرّر نفس الادعية ونفس التوسلات والمؤسف ان لا احد تحرّك واخذ باسباب استجابة الدّعاء …استجابة لكلام الله فالله قال ادعوني استجب لكم ولكن قال ايضا ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” اذا فالعمل هو الاساس الاول لقبول الدعاء فالدعاء وحده لا يكفي.. والأصل هو: بأن الرزق لا يأتي إلا بالسعي، إلا أن يكون معجزة ، كنزول المائدة على عيسى عليه السلام، أو تكثير الطعام والماء بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كرامة كالذي حصل لمريم .
وبما ان عصر المعجزات انتهى فان من رجاحة العقل لكل المسلمين ان يرفقوا دعائهم بالعمل وتحصيل العلم والتكنولوجيا الحديثة وهذه الاساسيات التي ساعدت الكيان الصهيوني في السيطرة على المنطقة فالتحكم في اجهزة التواصل اللاسلكي وتصوير اغوار الارض اين تنام صوارخ حزب الله وقدرتهم على اختراق الحصون تحت الارض لاكثر من طابقين لم يتم بالدعاء بل بالعمل والتضحية وايلاء العلم المرتبة الاولى
اعرف ان العديد سيفتح النار على ما كتبت ولكن وللاسف مادمنا نفكّر بنفس الطريقة ونعتمد على الغيبيات بالدرجة الاولى دون العمل على توفير الاسباب فاننا سنبقى نداوي بشرب بول البعير وستبقى الامة الاسلامية ممزقة بين سني وشيعي ووهابي وغيرهم كثير .
الله سبحانه تعالى وهبنا العقل ووهبنا افضل كتاب في الدنيا وهو القران ووهبنا اعظم انبياءه وكلهم ينادون للعمل والاخذ باسباب العلم في كل شيء ولكننا للاسف حولناها الى شعوذة وتوكل غير ميرّر وذلك ما فهمه الكيان الصهيوني الذي لم يقتل اي رجل دين يصعد على المنبر ويدعو لاسرائيل بالموت والفناء ولكنه قتل محمد الزواري وجنّد كل مخابراته لانه عالم وطوّر الاسلحة وكذلك علماء الذرة في العراق وغيرهم كثير وذلك ما يخيفها فدعاء المنابر يجعلها في اريحية ومطمئنّة