
لست شامتا لكني فرحان …فتحي الجموسي
الشماتة ليست من طبعي فهي سمة الضعفاء و المرضى النفسانيين، والشماتة هي عداوة شخصية تجاه شخص أو مجموعة وكل من تم ايقافهم لا تربطني بهم اية علاقة شخصية.
لكني في نفس الوقت فرحان، فرحتي لست لنفسي بل لتونس ولشعبي و لوطني.
فحملة الايقافات الأخيرة كانت ضرورية لايقاف أو للحد من هذا الكم الهائل من العفن السياسي و الإعلامي الذي تواصل ولا يزال على مدى سنوات طويلة كانت سببا فيما نحن فيه من خراب سياسي و اقتصادي و ثقافي و إعلامي واجتماعي بل وأدى ايضا الى انهيار قيمي و أخلاقي وجعل من الفساد عملة متداولة بين الصغير و الكبير وبين الغني و الفقير وجعلت من العمالة و الخيانة الوطنية مجرد وجه نظر.
جل من تم ايقافهم وبقطع النظر عن محتوى ملفاتهم (إن كانت تدينهم أو تبرئهم) مشهود لهم بالدنائة السياسية و بعقد الاجتماعات الليلية في الغرف المظلمة لحبك الدسائس والمؤامرات لتشويه هذا أو تبييض ذاك و لتعيين هذا أو الإطاحة بذاك.
لا أحد منا يمكنه ان يقسم أو يؤكد بكون أحدهم نظيف أو بريئ أو بكون أحدهم ليس له ارتباط بسفارة أو منظمة أجنبية أو أكثر، بقطع النظر عما سينطق به القضاء من أحكام في شأنهم لأن أوراق الملف قد لا تحتوي على كامل حقيقتهم.
الخطير في كل هذا هو إختلاط واقتران السياسي بالإعلامي فالفساد السياسي يسوق له الإعلامي و الإعلامي يقتات على رشاوى السياسي تماما مثل اقتران الارهاب بالتهريب فالارهابي يؤمن عمل المهرب والمهرب يمد الارهابي بالمؤونة والمعلومة.
موقفي هذا ليس موقف رجل قانون بل موقف مواطن لم يعد يهمه تطبيق القانون بقدر اهتمامه باستعادة وطنه بكل الطرق حتى بالحديد والنار بعد أن عبث به أمثال هؤلاء وانتهكوا حرمته وسيادته باسم الديمقراطية و الحرية.
هذه الايقافات بقطع النظر عن مآلها هي رسالة واضحة للجميع بأن لدينا دولة بمقدورها الدفاع عن نفسها بكل السبل و هي لا تخشى أحدا مهما علا شأنه.