
للحقيقة والتاريخ: إلى كل الذين يتوجسون من إمكانية ظهور مد شيعي في تونس…مصطفى عطيّة
25 جوان، 21:15
- إلى كل الذين يتوجسون من إمكانية ظهور مد شيعي في تونس بعد تعاطف أغلبية الشعب التونسي مع إيران في مواجهتها للكيان وحاميته امريكا: إطلعوا على هذه الحقائق التاريخية الثابتة وسوف يتبدد خوفكم.
1- في القرن الثاني للميلاد لم تعمر المسيحية المانوية، التي إنتمى إليها القديس اوغستين في شبابه ثم تنكر لها، مدة طويلة، إذ سرعان ما هجرها التونسيون القدامى حتى انقرضت تماما، كذلك الشأن بالنسبة للمسيحية الدونتية والمسيحية الأريوسية نسبة للقديس أريوس.
2- في القرن العاشر للميلاد لم تعش الدولة الفاطمية ذات المذهب الشيعي الإسماعيلي أكثر من 64 سنة ( 909 -973 ) . وهو عمر قصير جدا بالنسبة لدولة ترامت أطراف نفوذها في مناطق شاسعة حتى وصلت إلى مصر وحكمتها.
3 – في القرن العاشر ذاته ظهر الخوارج بقوة ضد الدولة الفاطمية بقيادة أبي يزيد بن كداد اليفرني الملقب ب”صاحب الحمار”، ولكن نفوذهم في بعض مناطق البلاد لم يدم إلا 13 سنة (937 – 950 ) .
4 – في سنة 1928 تأسست في مصر وبدعم وتمويل من سلطة الإنتداب البريطاني جماعة الإخوان المسلمبن ( خوارج العصر )، كتنظيم ديني لا يؤمن بالوطن ويدعو إلى التكفير وجهاد النكاح، وقد تسلل إلى تونس، لاول مرة، في سبعينات القرن الماضي، لكن تم التصدي له بقوة، ثم ظهر مجددا إثر المد الشعبي الغاضب في 14 جانفي 2011، ليركب عليه دون ان يشارك فيه، ويتربع على الحكم طيلة عشرية كاملة( 2011 – 2021 ) عاث خلالها في البلاد فسادا وإرهابا ليثور عليه الشعب ويسقطه.
هذه المناعة التي تحطمت على صلابتها مذاهب متعددة لا يمكن أن يخترقها تعاطف شعبي تونسي تلقائي مع دولة مسلمة تواجه غطرسة صهيو-إنجيلية وتتصدى لها بشجاعة وجرأة وتردعها.