
للحقيقة والتاريخ : إلى حاملي أقنعة الورع والتقوى، هذه حكاية واقعية لكم.
26 مارس، 20:45
- المفتي الكاذب وسائقه “نينو” التائب
كان أحد مفتيي الديار التونسية في بداية القرن الثامن عشر من أكثر شيوخ المالكية تزمتا، وقد عرف لدى الخاصة والعامة بتشدده وتطرفه وكثرة صلواته حتى تقرحت جبهته من كثرة السجود. كان يتنقل بين منزله ودار الإفتاء على عربة (كروسة) يقودها سائق مالطي الأصل ومسيحي الديانة، يدعى “نينو”، وقد دأب المفتي”الورع”على دعوة سائقه، صباحا مساء، إلى ترك ديانته و “دخول دين الإسلام” عساه يكسب فوزا يقيه عذاب النار في الآخرة، مرددا على مسامعة: “يا نينو وقتاش مش يهديك ربي “. وفي يوم من الأيام أصيب “نينو” بمرض مفاجئ وتعكرت صحته فذهب المفتي لزيارته، ولما جلس قبالته سائلا عن أحواله، نظر إليه ‘نينو” نظرة وداع وهو يقول : “يا سيدي الشيخ هاني دخلت دين الإسلام كيف ما طلبت مني”، وأمام دهشة المفتي نطق “نينو” بالشهادتين ومات. إنتفض المفتي مولولا :”صحة ليك يا نينو، مت مسلم من غير لا تعذبت من الصيام في رمضان، لا تعبت من القيام في الفجر للصلاة، لا فديت من دفع الزكاة، لا مشيت للحج وتمرمدت، صحة ليك يا نينو إنتي هو الراجل” ! هكذا هم المنافقون وتجار الدين منذ الأزل، لا إيمان لهم وسرعان ما تسقط أقنعتهم ويفتضح أمر كذبهم.