![للحقيقة والتاريخ… خطير ما يتعرض له الوطن….مصطفى عطيّة](https://journalistesfaxien.tn/wp-content/uploads/2024/08/mustafa-attia2.jpg)
للحقيقة والتاريخ… خطير ما يتعرض له الوطن….مصطفى عطيّة
9 فيفري، 21:15
- بعيدا عن هواجس المؤامرات والتدخلات الأجنبية، وبعيدا أيضا عن الولاءات الإيديولوجية والسياسية، لا بد من التحلي بالقدر الأدنى من الواقعية والموضوعية، للإعتراف بأن البلاد، وليس النظام أساسا، تتعرض إلى حملات خارجية ممنهجة، مدعومة داخليا، لزعزعة إستقرارها وضرب وحدتها، عبر أساليب بدائية وأخرى مبتكرة لم تعد خافية على أحد، كبث الإشاعات المغرضة وقلب الحقائق وتضخيم الأحداث والتحريض على الفتنة الطبقية والجهوية والقطاعية. فسلسلة عمليات الإنتحار الأخيرة تحمل شبهات تصميم منظم وإخراج مدبر، خاصة عندما تكون مصورة بالتفاصيل وسريعة البث الواسع. لا ننسى أن منظومة “الإرهاب والفساد” لم تندثر تماما، وبعض أذرعها مازالت طويلة في قطاعات إستراتيجية كالإقتصاد والتجارة والمواصلات والتجهيز والفلاحة والصناعة والإدارة والإعلام، وخاصة العمومي منه، وداخل النقابات وبين ثنايا الجمعيات بمختلف يافطاتها المخادعة.
ما معنى أن يصور أحدهم تفاصيل عملية إنتحار شخص حرقا عوض أن يهرع لنجدته أو يطلب النجدة لإنقاذه؟
ما معنى أن تتجند بعض المنظمات للدفاع عن المجرمين وتتخلى عن الدفاع عن مظلومين أبرياء؟
ما معنى أن تفتح بعض الفضاءات أحضانها للمتطرفين والظلاميين لنشر أوبئتهم؟
ما معنى أن تنظم الهجمات المسمومة ضد نخب البلاد من أطباء ومهندسين وقضاة ومحامين وأكادميين وأساتذة ومربين؟
ما معنى أن يسمح بعض المسؤولين في تلفزة عمومية، ممولة من جيوب دافعي الضرائب في كامل البلاد، بتمرير أقذر الشعارات وأقبح النعوت ضد جهة وسكانها؟
ما معنى أن تصبح ملاعب الكرة ملاذا للمشاغبين والهمجيين والمبتلين بالحقد والعنف والوضاعة لبث سمومهم ونشر الفوضى؟
ما معنى أن تصبح وسائل الإعلام محامل للرداءة والوضاعة والإبتذال والتحريض وتأليه التافهين وتقزيم المتفوقين ؟
ما معنى أن يتكاتف المضاربون والمتحيلون والمهربون لتحدي الدولة وقرارات مؤسساتها لضرب المواطن في صميم مقدرته الشرائية ومصادر عيشه عبر الترفيع في أسعار بعض المواد وإخفاء أخرى وتهريب الكثير منها ؟
المسألة ليست بريئة وما يحدث ليس صدفا تلاقت، بل إن ملامح المخطط بادية وإن لم تتضح للجميع بصورة جلية، والأساليب مفضوحة ولا تتطلب الكثير من الذكاء والفطنة والتجربة لٱكتشافها.
لنكن واقعيين وموضوعيين وننظر إلى ما يحدث بمجاهر وطنية صادقة لنحمي وطننا من أعدائه بالخارج وأعوانهم بالداخل