
للحقيقة والتاريخ : كيف دعمت فرنسا بقوة الإخوان المسلمين …مصطفى عطية
23 ماي، 20:45
- تذكرت، وأنا أتابع إستنفار الرئيس الفرنسي ماكرون وأعضاء مجلسه للأمن القومي و”ٱكتشافهم” المزعوم بأن “الإخوان المسلمين” يمثلون خطرا على الوحدة الوطنية الفرنسية، تلك السهرة التي أقامها السفير الفرنسي فرنسوا ڨويات بمقر إقامته بضاحية المرسى بمناسبة العيد الوطني لبلاده يوم 14 جويلية 2013 وتونس تعيش تحت حكم الترويكا الأولى بقيادة حركة النهضة، فرع الإخوان في تونس.
- كنت مدعوا مع مجموعة من كبار المسؤولين والديبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين، وشاءت الصدف أن ألتقي في تلك السهرة بأحد وزراء العهد السابق، وقد شغل في فترة من الفترات منصب سفير لتونس بباريس، وارتبط بعلاقة وطيدة بمضيفنا السفير الفرنسي فرنسوا قويات وزوجته الجزائرية الأصل. كنا نتجاذب أطراف الحديث عندما انضم إلينا السفير وزوجته. تشعب الحديث وطال، وكان السفير حريصا على تذكيرنا بموقف بلاده الداعم بقوة للإسلاميين في تونس، مؤكدا، بكثير من الحماس، على ضرورة أن يحكموا البلاد ويفرضوا مقارباتهم التي منعوا من تنفيذها في العهدين السابقين. لم أر في حياتي شخصية فرنسية مسؤولة متحمسة للإسلاميين ومشاريعهم وأجنداتهم كما رأيت السفير الفرنسي في تلك الليلة.
- كان يتكلم مستشهدا بأقوال الوزير الأول الفرنسي الأسبق، لوران فابيوس، وبمواقف عراب الخراب في البلدان العربية، برنار هنري ليفي . كان في كل حديثه أكثر إسلاموية من الإسلاميين أنفسهم. قال لي صديقي الوزير والسفير الأسبق، الذي خبر المسؤولين الفرنسيين طويلا، واطلع عن كثب على سياساتهم : “هذه هي فرنسا اللائكية التي تعمل جاهدة على أن يحكمنا الإسلاميون”. أجل فرنسا هذه هي نفسها التي تحارب اليوم “إبناءها المدللين”، جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن احتضنتهم ودعمتهم ومولتهم وتعهدتهم بالرعاية والعناية الفائقتين.