
للحقيقة والتاريخ : من الإسكتدر الأكبر إلى دونالد ترامب مروراً بجورج بوش الصغير…مصطفى عطيّة
14 أكتوبر، 21:45
- وأنا أشاهد تنافس بعض البلدان العربية والإسلامية على الإنبطاح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقبل إهاناته لهم بفرح غامر، تذكرت يوم سأل جورج بوش الصغير مستشاره، المستشرق البريطاني الصهيوني الراحل “برنار لويس”، عن أحسن طريقة لتفتيت البلدان العربية وإثارة الفتنة بينها قصد تركيع أنظمتها وٱبتزازها وتقسيم أراضيها ونهب ثرواتها، فما كان منه إلا أن أطلعه على رسالة بعث بها أرسطو إلى الإسكندر الأكبر، كجواب منه عن سؤال توجه به إليه حول كيفية السيطرة على شعوب الشرق. وقد جاء في هذه الرسالة، التي عمل بها الإسكندر الأكبر في الإبان: “الرأي أن تدفع كل ملك في المنطقة إلى أن يقوم في وجه الآخر، ويمنعه من بلوغ غرضه خوفا على ما بيده، فتتولد العداوة بينهم وينشغل بعضهم ببعض فتصبح الفرصة مواتية لٱبتزازهم ونهب ثرواتهم وفرض سيطرة كاملة عليهم”!
عمل جورج بوش الصغير بهذه النصيحة، فٱبتز انظمة المنطقة، ونهب ثروات شعوبها بدعوى حمايتها من صدام حسين، ثم جمعها في تحالف دولي لتدمير العراق وإعادته قرونا إلى الوراء، وجاء دونالد ترامب ليعمل بالنصيحة ذاتها، مستعملا فزاعة “الخطر الإيراني” فنال ما شاء وأكثر، وحقق كل أهداف أمريكا وإسرائيل دفعة واحدة.