للحقيقة والتاريخ  يوم كانت فرنسا حليفا داعما لرموز الظلامية في تونس…مصطفى عطية

للحقيقة والتاريخ يوم كانت فرنسا حليفا داعما لرموز الظلامية في تونس…مصطفى عطية

19 أوت، 20:50


مازلت أتذكر تلك السهرة التي أقامها السفير الفرنسي فرنسوا ڨويات بمقر إقامته بضاحية المرسى بمناسبة العيد الوطني لبلاده يوم 14 جويلية 2013 وتونس تعيش تحت حكم الترويكا الأولى.

كنت مدعوا مع مجموعة من كبار المسؤولين والديبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين، وشاءت الصدف أن ألتقي في تلك السهرة بأحد وزراء الرئيس الراحل زين العابدين بن علي برد الله ثراه، وكان قد شغل، في فترة من الفترات، منصب سفير لتونس بباريس وارتبط بعلاقة وطيدة بمضيفنا السفير الفرنسي فرنسوا قويات وزوجته الجزائرية الأصل. كنا نتجاذب أطراف الحديث عندما انضم إلينا السفير وزوجته. تشعب الجدال وطال، وكان السفير حريصا على تذكيرنا بموقف بلاده الداعم بقوة للإخوان الإسلاميين في تونس، مؤكدا، بكثير من الحماس، على ضرورة أن يحكموا البلاد ويفرضوا مقارباتهم التي منعوا من تنفيذها في العهدين السابقين. لم أر في حياتي شخصية فرنسية مسؤولة متحمسة للظلامبين ومشاريعهم وأجنداتهم الخطيرة كما رأيت السفير الفرنسي في تلك الليلة. كان يتكلم مستشهدا بأقوال الوزير الأول الفرنسي الأسبق، ذي الإنتمائية الصهيونية، لوران فابيوس، وبمواقف عراب الخراب في البلدان العربية، الصهيوني العنصري السافل، برنار هنري ليفي. كان في كل حديثه أكثر إسلاموية من الإسلامويين أنفسهم. قال لي صديقي الوزير والسفير الأسبق، الذي خبر المسؤولين الفرنسيين طويلا، واطلع عن كثب على سياساتهم : ” هذه هي فرنسا اللائكية التي تعمل جاهدة على أن يحكمنا الإسلاميون “. أجل فرنسا هذه هي نفسها التي تدعي اليوم مجاربة الإرهابيين بعد أن احتضنتهم ودعمتهم وتعهدتهم بالرعاية والعناية الفائقتين.

مواضيع ذات صلة