لماذا ذهب رئيس الجمهورية الى فرنسا؟

لماذا ذهب رئيس الجمهورية الى فرنسا؟

21 ماي، 22:26

احتضنت باريس يوم الثلاثاء الماضي قمة فرنسية افريقية لبحث سبل تمويل الاقتصاديات الأفريقية المتضررة من جائحة كورونا , ودراسة افاق معالجة ديون القارة الأفريقية ومن بينها طبعا تونس التي بلغت ديونها حجما خطيرا جدا .وفي لقاءه بباريس مع قناة فرانس 24 قال رئيس الجمهورية ما يلي : هل أننا بالفعل دولة فقيرة أم أننا دولة نهبها من نهبها من الداخل , المليارات التي نسمع بها في نشرات الاخبار لا تكاد تعد ومع ذلك نحن في حالة من الفقر والاملاق ومن الفساد الذي نخر الدولة التونسية , نحن في حاجة الي عدالة اجتماعية وفي حاجة الي القضاء علي الفساد …..تونس لا ينقصها أي شيء وتتوفر فيها كل الثروات , ولكن للأسف كل ما زادت النصوص زادت اللصوص , يتبجحون بالاصلاح ونستمع الي الاصلاح منذ سنوات ومنذ عقود , لماذا لم يتحقق الاصلاح .وربما كان علي رئيس الجمهورية ان يعرج في في معرض حديثه علي امننا المفقود ومعاملنا ومصانعنا ومناجمنا المغلقة وادارتنا المتعبة ومؤسساتنا المنهارة ودولتنا المفقودة , والي انصراف مسؤولينا الي حروبهم الشخصية . ما هي الرسالة التي اراد رئيس الجمهورية ايصالها الي العالم علي القناة الفرنسية وفي قمة تنعقد خصيصا للبلدان التي تشكو من الفقر وقلة الحيلة وبعضها مشرف علي الافلاس كبلادنا ؟هذا الحديث يصدر عادة عن مواطن عادي يشتكي من هموم بلاده ولا حيلة له في اصلاحها ٫ ولا يصدر عن مسؤول أول من سلطاته وواجباته السعي والعمل علي الاصلاح .هذا الحديث رسالة قاتمة الي كل المستثمرين في الداخل والخارج والي كل الدول التي قد تعتزم المساعدة ,مثل هذا الحديث يؤكد أن البلاد ليست في حاجة الي معونة ومساعدة وانه عليها فقط ان تصلح نفسها بنفسها وان تستغل ثرواتها الناءمة واموالها المكدسة وملياراتها المنهوبة التي تتحدث عنها نشرات الاخبار ٫ وهذا الحديث يحط من عزاءم الجهات المانحة ويدفعها الي الأمنتاع عن المساعدة , ويصبح بذلك القدوم الي هذه القمة غير ذي جدوي ولا موضوع .ماذا لو سال الصحفي رءيس الجمهورية عما وصل إليه في مراقبة الاصلاحات المزعومة ومحاسبة المسؤولين عن ملفات الفساد المطروحة وعن مالها وافادة التونسيين بذلك , وماذا لو ساله عن اسباب احجامه عن كشف المؤامرات التي لا تنتهي وعن احداث الغرف المظلمة , وماذا لو ساله عن مقترحاته الخاصة وعن مشاريع القوانين الاصلاحية التي يمكن ان يقترحها , وماذا لو ساله عن مدي سعيه لجمع شتات التونسيين وتوحيد صفوفهم تحت راية الوطن للجميع والقانون فوق الجميع …..وكل ذلك يدخل في اختصاصه .عادي جدا ان يتعرض أي رءيس للجمهورية الي متاعب بلاده لكن علي شرط ان يكون ذلك في اطار صورة متفاءلة طموحة تتضمن العزم علي استنهاض الهمم وراب الصدع وتسوية الاوضاع واصلاحها والخطوات التي تحققت في ذلك . أما المفسدون واصحاب المؤامرات الخفية , فذلك شان وطني داخل لا يهم العالم ولا يزيد الحديث عنهم ألا في سواد وقتامة صورتنا وضعف مسؤولينا , وربما يزيد في اطماع بعضهم فينا , هؤلاء المفسدون لا يشتكي بهم أو منهم رءيس الجمهورية بل يحاربهم , والآن وليس غدا , بقوة القانون وسيف العدالة .

عمر منصور

مواضيع ذات صلة