لماذا قال تعالى في سورة يوسف “إمرأة العزيز” ولم يقل “زوجة العزيز”؟
سؤال جميل يفتح لنا بابًا لفهم بلاغة القرآن المعجز…
هل تقول عن شريكة حياتك: زوجتي؟ أم امرأتي؟ أم صاحبتي؟
القرآن الكريم فرّق بين هذه الألفاظ بدقة مذهلة:
المرأة:
إذا وُجدت علاقة جسدية فقط… لكن غاب الانسجام الفكري والإيماني، سماها القرآن امرأة.
(امرأة نوح) – (امرأة لوط) – (امرأة فرعون).
الزوجة:
إذا اجتمع الجسد مع التوافق الفكري والانسجام والمحبة، صارت زوجة.
(يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة).
(يا أيها النبي قل لأزواجك).
الصاحبة:
إذا انقطعت كل الروابط… الجسدية والفكرية، استُعمل لفظ صاحبة.
(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه).
(أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة).
وتأملوا قصة زكريا عليه السلام:
قال أولًا: “وكانت امرأتي عاقرًا”… لأن الإنجاب كان مانعًا في العلاقة.
لكن بعد أن رزقه الله بيحيى، قال: “وأصلحنا له زوجه”.
وكذلك فضح القرآن بيت أبي لهب:
“وامرأته حمالة الحطب”… لأن لا انسجام ولا مودة.
سبحان الله! كل لفظ في القرآن يأتي في موضعه بدقة، ليعلّمنا أن العلاقة الزوجية ليست جسدًا فقط، بل توافقًا وعقيدة ومودة ورحمة.
قال تعالى:
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
ما أجمل أن تكون لك زوجة بحق، لا مجرد امرأة أو صاحبة.






