لماذا لا تنفتح بوابات الميناء التجاري على شارع الهادي شاكر بصفاقس
شارع الهادي شاكر الذي يؤرخ لاسم زعيم تونسي فذ المرحوم” الهادي شاكر ” وهو ما يعرف بـ 100 متر … شارع ذو قيمة استراتيجية معمارية تاريخية عالية بقي للأسف منغلقا على نفسه لعقود بعد أن لعب سنوات الستين والسبعين وحتى الثمانين دورا ثقافيا اقتصاديا وخدماتيا كبيرا وساهم في ازدهار الحراك الاقتصادي والثقافي بما يحتوى من فضاءات ثقافية من سينما ومسرح ونزل وبنوك ومقاهي وخدمات مختلفة استغلها آنذاك أهل المدينة أيما استغلال وكانت محط لرحلات وزيارات من مختلف الجهات …
كان لهذا الشارع مكانة عند كل عائلة في صفاقس ولهم به ذكرى ورمز وقصة ولقاء وقلب نبض يوما ما في هذا الشارع غير المحظوظ للأسف…
اليوم تحول هذا الشارع الى شارع منسي وقد تنصل من دوره التاريخي الاجتماعي و الثقافي و التجاري وبدى اقرب الى تاريخ للنسيان والخنوع والركود رغم ما يوجد من من فضاءات مستقطبة حاليا لا محالة.
شارع الهادي شاكر ليس حكرا فقط على 100 متر بل يمتد ويتواصل الى بوابة الميناء التجاري تلك البوابة المغلقة على الشارع والناس وعلى البحر في خصام غير مفهوم.
ماذا لو انفتح هذا الشارع كشريان حياة مع بوابات الميناء التجاري التابع لديوان البحري التجارية والموانئ تحت اشراف وزارة النقل ؟
وما ضر لو استشرفنا علاقة الشارع بالبحر ووطدناها ليكون معبرا للسياح ويصبر قطبا ومسلكا سياحيا خدماتيا وطنيا وحتى دوليا ويعيد للمدينة جاذبيتها وإشعاعها واستقطابها لكل القطاعات التجارية والعمرانية والثقافية والسياحية والخدماتية والتنموية التجارية؟
أعتقد ان التجربة ستنجح لا محالة ولعل اليوم المشهود الذي عشناه بمدينة صفاقس يوم 12 أكتوبر 2023 بعد حلول السفينة السياحية Renaissannce بميناء صفاقس التجاري قادمة من مالطا في رحلة بحرية هي الاولى من نوعها منذ سنوات للجهة والتي حفّزت جميع المؤسسات والهياكل لتكون المدينة في ابهى صورة
بعد ان فتحت بوابات الميناء التجاري على مصراعيها لكل الانشطة التي شاهدها أهالي المدينة بعزة و نخوة وطموح وبأمل في حياة أجمل وأكثر رفاهية فتجملت المدينة وابرزت مفاتنها لا للسياح فحسب بل لأبنائها المشتاقين اليها كثيرا
مدينتنا لا ينقصها شيء فقط لمسة من الجمال والانفتاح وتوفير الامل لأهاليها وحجارتها وشوارعها وحدائقها ومحلاتها فقط فسحة من الامل في انفتاح مرتّب ومنظم والأكيد لو اقتنعت كافة الاطراف بذلك سيكون مشروع اعادة الروح لوسط مدينة صفاقس ومختلف شوارعها ناجحا لا محالة.
وحتى لا تبقى المدينة محاصرة من جهة البحر مغلقة على الميناء :فالمقترح
- أن يتحول رصيف الميناء ولو تدريجيا الى موقع استقطاب تجاري خدماتي سياحي وتتصالح المدينة مع الواجهة البحرية الشرقية ويخف عنها الحصار .
*أن لا يقتصر دور ميناء صفاقس على كونه مينـاء متعـدّد الاختصاصات لمختلف المواد الصلبة (الفسفاط ومشتقـاته والملح والحبوب، بل يمكن له ان يكون واجهة بحرية خدماتي ة سياحية ترسو بأرصفته قوافل البواخر الساحية - ضرورة توسيع و تنويع العرض في الخدمات المينائية مع ضرورة تأمين أفضل ظروف السلامة لعبور السياح و تنقلهم داخل الميناء و توفير فضاءات الإجراءات الحدودية و للخدمات المينائية و البحرية المسداة للسفن.
واخيرا وخاصة تشجيع المؤسسات الخدماتية السياحية من مطاعم ونزل ومحلات مفتوحة ومحلات للصناعات التقليدةي وغيرها للانتصاب في هذا الشارع وعلى مقربة من بوابات الميناء.
منيرة البجاوي
صحفي مستشار