مائة سنة بعد قرار التقسيم … واضح الان …أ.د الصادق شعبان
إسرائيل تضرب بقوة و تتحدى و تعلن عن النوايا دون تردد و المشروع الذي تنفذه قديم و هو مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يبدأ بإحتلال غزة و تهجير السكان و اعادة البناء و التوطين و التحكم فيما قد يتبقى من فلسطين و الفلسطينيين في الضفة بما في ذلك اختيار القيادة الجديدة و ” تطبيع التطبيع ” مع حكومات المنطقة ،
و إسرائيل تفعل ذلك بموافقة شبه معلنة من الولايات المتحدة و سكوت خبيث من بعض الحكومات الغربية و قلق من حكومات قليلة اخرى،
في المقابل ، يتغير الراي العام العالمي بسرعة و يعود كره اليهود بقوة و ينتشر في المجتمعات مثلما كان قبل قرن ، و اليهود الأذكياء العقلاء يعرفون ان المتطرفين الذين يحكمون اليوم إسرائيل يخدمون في الحقيقة مصالح الغرب لا مصالح اليهود و السياسة الرامية لجعل اسرائيل منصة الغرب في المنطقة لا تخدم يهود إسرائيل و لن تصنع السلام ، و اليهود الاذكياء العقلاء يعرفون ان السلام ابتعد جدا و جهنم الإرهاب فتحت على مصراعيها ، و قصة ثأر جديدة سوف تبدأ، و الحرب على اليهود مهيئة لتصبح في كل مكان في العالم و كره السامية يصبح شعارا انتخابيا مربحا ،
كما ان منظمة الأمم المتحدة التي قامت على انقاض الحرب ضد اليهود لم تعد تصلح للمستقبل ، و النظام العالمي الذي قام حولها انتهى عهده ، و تغيرت موازين القوى ، و الأمم المتمدنة لم تعد أمم الغرب وحدها ، و مثلما فرض العالم دولة إسرائيل في وقت سابق عليه ان يفرض دولة فلسطين بقرار آخر مئة سنة بعد … و عليه هذه المرة الا يعيد نفس الغلطة ، و يتجنب الظلم عند التقسيم …