
متى تستيقظون؟…الطاهر العبيدي
حكايات صامتة بلا ألوان، وأخرى ناطقة دون كلام.. مشاهد لا تستحق تفاسير ولا نقاط استفهام..
صور مزلزلة لأطفال جرحى جوعى وبيوت ركام..لقطات تصيبنا بالخجل والعار ..
مواقف تحدي وعلوٍّ تعري ما فينا من ذل وهوان..شباب يقاوم بصبر ببسالة، نيابة عنا نحن ملايين النيام..
عائلات تستقبل الموت بتقوى وإيمان،
يواجهون القصف بشجاعة وثبات،
تجعلنا أمامهم من فصيلة الأقزام..
تجويع برد وحصار، يقابله منا جميعا الصمت والخذلان..
عرب ومسلمون عددنا بالملايين، وأخوة لنا هناك يذبحون على قارعة الطريق، يبادون في وضح النهار..
مقاومون هناك يسطرون ملاحم تتجاوز الخيال والمعقول، ونحن هنا صمٌّ بكْمٌ، نتفرج نتمايل بين موائد الأكل وحشو البطون، كمثل الأبقار أمام أكوام التبن والعلف والشعير، ونرقص في أعراس المزمار والطبول..
أمامنا وعلى المباشر شباب في عمر الزهور، يحملون أكفانهم على الاكتاف والصدور، يستقبلون الشهادة بقناعة وثقة في رب العالمين..ونحن هنا صامتون خانعون قانطون مستسلمون..
فهم الأحياء الذين يشرّفون الأجيال، ويذكرهم بالفخر التاريخ.. ونحن الذين سيشمئز منا الأحفاد ويبصق في وجوهنا التاريخ..
نحن أمام هولاء الأبطال الأحياء منهم والشهداء، الذين علمونا نحن معشر الجبناء معنى التصدي للأعداء..
علمونا معاني التشبث بالعرض بالأرض وعدم الانحناء.. واعطونا دروسا في الرجولة في الشجاعة والكبرياء..
فلكم جميعا يا أهل الشموخ والرباط تعظيم سلام، ولنا نحن إخوة يوسف على مرِّ السنين والأعوام الخزي والعار ..