مجرد رأي النادي الصفاقسي : طال ٱنتظار الجماهير… المُنجي عطيّة الله
مسكين جمهور النادي الصفاقسي، كلما تفتح آماله على الأحلام، تأتيه الخيبات من حيث يدري بعضه و يصدم كثيره. الضّعف والهوان الذي وصل إليه فريق أكابر كرة القدم الذي أقدر أنه قاطرة الأفراح والأحزان، سببه المؤثر، العشوائية في التسيير والتدبير. تسألونني كيف ؟
عندما يقنع المسير نفسه بأن الفريق يتوفر على لاعبين جيدين قادرين على مجاراة نسق البطولة ومنازلة بقية الأندية صغيرها وكبيرها، ويلقي اللوم والمسؤولية عند الإخفاقات على المدرب فيدخل في دوامة التغييرات التي لم تبدل من أحواله ثم يستجيب “مكرها” لضغوطات الجماهير في ظل شح الموارد المالية، فيقوم بٱنتدابات بما ملكت يداه من السيولة، فيبقى الحال على ماهو عليه، ماذا ننتظر من هذه السياسة في إدارة الشؤون ؟
أكيد لا شيء. عندما يدار ناد بهذا الحجم التاريخي وبسجلاته التي تختزن أمجادا من البطولات و الكؤوس، ناد ٱحتفل منذ أيام بعيد ميلاده الخامس والتسعين، عندما يدار منذ عام ونصف بهيئات تسييرية وقتية وما تعنيه من صلوحيات محددة في الزمن، اِعْرِفْ أن حاضره لا يبني لمستقبله فما بالك إذا كان حاضره لا يؤسس ليومه. دون العودة إلى إلقاء اللوم والعتاب على رجال المال والأعمال في كل مرة، لأنني بصراحة تملّكني اليأس من أغلبهم، فهم أولا وأخيرا أصحاب مصالح ولم يعد يعنيهم في شيء معنى المواطنة في بعدها االجغرافي المتجذر في الأصالة. صدقوني أحيانا يذهب بي الظن إلى تخيل لسان حالهم يردد “فلتذهب صفاقس وجمعيتكم إلى الجحيم”.
ماذا ستضيف إلى أرصدتنا البنكية غير ٱستنفادها فضلا عن الإتعاب والإنهاك وجلب الشتيمة لنا. كتبت في بداية الموسم لو تذكرون عندما تكفل كريم دلهوم بتدريب المجموعة الشابة التي تمكنت من إحراز لقب كأس تونس، لقب أعتبره دليلا وحجة على أن كرة القدم لعبة جماعية نجاحها يكمن في التناغم والتناسق بين أفرادها. كنت وقتها، في ظل الوضع المالي الصعب وخضوع النادي إلى عقوبة المنع من الانتداب، اقترحت على هيئة تصريف الأعمال برئاسة السيد المنصف السلامي، الإحاطة بهذه المجموعة الشابة وعدم الانسياق وراء ضغوطات النتائج والجمهور لتغيير المدرب (كريم دلهوم) والخروج إلى الأنصار بخطاب يبني للمستقبل ريثما يتحسن الوضع المالي لٱنتداب عنصرين ليس أكثر في مركزين يحددهما ٱلإطار الفني بحسب رؤيته الإستراتيجية دون الوعود بالتتويجات.
لكن كلامك يا هذا في النافخات زمرا، اغتنمت الهيئة هزيمة الفريق أمام هلال الشابة في الشابة لتسارع بإقالة المدرب ويبدو أنها كانت تستعد لٱتخاذ قرارها بتدخل من أطراف واشية. إقصاء أغاض عديد المتابعين للشأن الرياضي من أنصار النادي والمحللين. إبعاد لم يكن له موجب سوى ثقافة منطق “تبديل السروج فيه راحة” والتمتع بقليل من الراحة ٱتقاء سخط زمرة من الجمهور. الأدهى والأمرّ أن القرار التعسفي أسس فيما بعد لإقالة المعوض الإيطالي موريزيو ياكوباتشي ثم جيء بحسام البدري، فهل تغير شيء على الميدان ؟! في رأيي الذي تغير هي التشكيلة في محاولات متكررة لتحديد المثالية منها والنتيجة الخيبة تلو الأخرى وكأن القدر أراد إعادة الاعتبار لكريم دلهوم. متى يصلح حال الفريق لتعود الروح إلى جمهوره والابتسامة إلى الشفاه ؟