مجزرة الفجر في غزة: محاكاة لجحيم هيروشيما وناكازاكي….لبنى حمّودة

مجزرة الفجر في غزة: محاكاة لجحيم هيروشيما وناكازاكي….لبنى حمّودة

10 أوت، 21:35

ما أشبه اليوم بالأمس, بعد سويعات من اختتام مراسم إحياء ذكرى ضحايا القنبلة النووية بنكازاكي, والتي تمت دون حضور السفير الإسرائيلي لدى اليابان, الذي رفض عمدة مدينة ناكازاكي سوزوكي شيرو دعوته قائلا إنه عوضا عن الدعوة تم توجيه رسالة إلى السفير الإسرائيلي “ندعو فيها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة”,ومع تكبيرة الإحرام خلال صلاة الفجر يوم السبت 10 أوت في مصلى مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج وسط مدينة غزة,قصف الجيش الإسرائيلي المصلى بثلاثة صواريخ مما أدى إلى ارتقاء أكثر من 100 شهيد في لحظات معدودات وسقوط العشرات من الجرحى في مكان يفترض أنه ملاذ آمن للمدنيين, جريمة حرب مكتملة الأركان, جريمة مروعة أعادتنا في بشاعة تفاصيلها إلى نهاية الحرب العالمية الثانية, حين ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة النووية على مدينة هيروشيما وناكازاكي.
لا تزال الصواريخ تدك المدارس ومراكز الإيواءفي غزة, فقد تم قصف ما لا يقل عن 155 مدرسة, وفي تصعيد خطير وفي ظرف أسبوع تم قصف 6 مدارس تابعة للأنروا, ولا يزال الدم الفلسطيني يسفك في كل شبر من تراب القطاع, حتى باتت غزة مدينة الجثث, وبتنا نسمع عن نقص في الأكفان, ولا يزال التصعيد مستمرا وبوتيرة أسرع, والمجازر أصبحت على مدار الساعة, غير أن مجزرة الفجر ليوم السبت 10 أوت, كانت الأبشع حتى إنها ذكرتنا في تفاصيلها بجحيم هيروشيما وناكازاكي,6 آلاف رطل من المتفجرات صبت بارودا على طابقين بمدرسة التابعين, يؤوي الطابق الأول النساء والأطفال, والطابق الأرضي كان مصلى للنازحين, يقول شهود عيان أن القصف تم مع تكبيرة الإحرام, وأنه كان عنيفا جدا لدرجة أن أجساد الشهداء تحولت إلى أشلاء متفحمة يصعب جمعها والتعرف على هوياتها.
وقد أعلن الدفاع المدني في غزة, عن استشهاد أكثر من 100 من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال, وعن سقوط العشرات من الجرحى, وأضاف أن الإصابات معظمها بالغة الخطورة, الأرض محروقة والأشلاء متفحمة والعدد كبير من الشهداء والجرحى وكأنها القيامة, هول المشاهد وصدمة أهالي الشهداء وصراخهم الهيستيري وهم يبحثون عن الجثث ولا يجدونها إما لتفحمها بالكامل أولتقطع الأوصال و الأطراف, مشاهد تدمي القلوب,كل تلك المشاهد من الدمار الهائل أعادتنا لصور شاهدناها لضحايا ناكازاكي و هيروشيما.
وقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان أنه بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية,والشاباك, والقيادة الجنوبية للجيش أغارت طائرة عسكرية على من وصفهم “بالمخربين”داخل مدرسة التابعين. فيما نفت المقاومة في الغزة ما جاء في بيان الجيش الإسرائيلي, وأكدت أنه يكذب في ادعاءه, ويختلق الذرائع لاستهداف المدنيين, وأكدت المقاومة على عدم تواجدها بين المدنيين.

تصعيد خطير يشهده القطاع, وكلما بدأت جولة من المفاوضات أو أوشكت إلا وازدادت الترسانة الإسرائيلية وحشية,مدنيين عزل حاصرهم الموت من كل جانب,قصفا وقنصا وتعذيبا وجوعا وعطشا وأتعبهم النزوح من مكان لآخر مع نقص في الغذاء والدواء و الماء وحتى الهواء فوقعوا فريسة سهلة للأمراض الخطيرة فتكت بأجسادهم النحيلة بنفس وحشية آلة الدمار الإسرائيلية,وسقطوا شهداء بالمئات أمام صمت دولي مطبق, وتعالت الأصوات هذه المرة لا تستجدي ذودا عنهم ولا وقفا لإطلاق النار أوطلبا للغذاء أو للماء أو للدواء بل تعالت الأصوات تطالب المجتمع الدولي الإنساني هذه المرة بتوفير الأكفان.
عندما تعجز المنظمات الدولية عن ردع الوحشية الإسرائيلية, عندما تعجز عن حماية المدنيين, عندما تعجز عن صون كرامة المعتقلين, عندما تعجزعن إدخال المساعدات للمحتاجين, حينها يسود قانون الغاب ,تتجرأ أكثر إسرائيل, ونسمع عن متطرف يأتي بما لم يأت به الأولون, كوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عندما صرح وقال إن موت مليوني فلسطيني في غزة جوعا قد يكون عادلا وأخلاقيا لإعادة الأسرى الإسرائيليين, وأن تدمير حركة حماس لا يكون إلا بالسيطرة على المساعدات الإنسانية, وكما شاهدنا التصعيد الخطير الذي حاكت فيه إسرائيل جحيم هيروشيما و ناكازاكي, لا غرابة أن نسمع في قادم الأيام مالم يتحرك المجتمع الدولي عن عودة إلى خطابات هتلر وتشرتشل وموسيليني.
لبنى حمودة

مواضيع ذات صلة