محمد الحبيب السلامي يحكي عن خاتم الخطوبة

السلام عليكم وحفظكم الله من كل مفاجأة سيئة

فيم أفكر ؟،،،

مفاجأة ،،4،،،،،في أواخر السبعينات دعانا مدير المركز الوطني الثقافي بالحمامات الأستاذ المرحوم رشاد الحمزاوي لحضور ندوة عربية حول الشعر العربي الحديث فقبلنا الدعوة شاكرين وذهبنا وكنا أربعة ،أنا ونجيبة والمهندس الفني عبد العزيز دربال وسائق سيارة الإذاعةكشو ،،،وقضينا هناك أياما بلياليها ،في النهار مداخلات ونقاش حول الشعر وفي الليل لقاء أخوي فيه اللطف والنكتة العربية والتسلية ،،،سجلنا سهرات إذاعية مع محمود أمين العالم ،وأدونيس ،وعبد المعطي حجازي والمرحوم سليمان العيسى والمرحوم جعفر ماجد ،،،،،،كان المشرف على الندوة والضيوف نيابة عن منظمة الألكسو الأستاذ الشاعر الجزائري الكبير المرحوم صالح الخرفي ،،،سجلنا معه سهرة ولكن قبل أن نكمل الحوار دعي لواجباته في الندوة فاعتذر وتواعدنا معه على استكمالها يوم غد ،،،،في الليل وبعد العشاء والسهر أخبرنا سائق سيارة الإذاعة بأن عليه أن يكون غدا صباحا باكرا في صفاقس ،قلنا ،نسافر الليلة ولكن كيف نسافر قبل أن نكمل الحديث مع الرجل الأديب الطيب صالح الخرفي ؟،،،بحثنا عنه، ففوجئنا ،قيل لنا إنه متعب ودخل إلى فراشه لينام ،،،فما هو الحل وليس من الأدب أن نسافر قبل أن نكمل معه الحديث ،،،،فكرنا ،والتجأنا إلى سوء الأدب ،،،طرقنا باب غرفته ففتح لنا وهو يدلك عينيه لطرد النوم ،،،ولما رآنا حيانا بلطفه ،بسطنا له عذرنا فقبله وقبل دعوتنا لاستكمال الحديث ،،،،ولما أنهيناه وودعناه معتذرين شاكرين رأينا أن ندخل فراشنا لنرتاح سويعات وقبل الفجر نسافر إلى صفاقس ،،،،سافرنا ،وما أن وصلنا ،وكنت في الإذاعة حتى اتصلت بي نجيبة في مفاجأة ،،،كانت تبكي وتقول :إنها نسيت خاتم خطوبتها في غرفة النوم وهي تطلب مني الاتصال بإدارة المركز الثقافي للاستفسار عن الخاتم ،،،،،،،،واستفسرت ،وتدخل المرحوم محمد قاسم المسدي في الموضوع ،،،ولكن ،،،،ضاع الخاتم وبقيت ذكراه مع ليالي ندوة الشعر العربي الحديث وسهراتها لا تنسى