محمد كريشان: وصلتني رسالة من أب مكلوم بعد أن دهس القطار ابنه في مدينة صفاقس.
وصلتني هذه الرسالة من أب مكلوم بعد أن دهس القطار ابنه في مدينة صفاقس، رحمة الله عليه:
سيدي الكريم، شهر مرّ على موت ابني و لا حياة لمن تنادي، كل ما بعثته لك نشرته على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، اتصلت بصحفيين معروفين (..) لكن الكل بمجرد رؤيتهم لمحتوى الفيديو أو الرسالة الموجهة لرئيس الجمهورية، يلتزمون الصمت و كأنني لم اتصل بهم، حتى من نوابنا المنتخبين عن دائرة صفاقس و المعتمد الاول لصفاقس بما انّه ليس لدينا والي إلى حدّ الآن اتصلوا بي لتعزيتي ثم أغلقوا الملف و ركنوه على الرّف، وجدت نفسي صحبة ابني الثاني و اصدقاء ابني المتوفي نتحرك بمفردنا، نجمع كل يوم الامضاءات حول عريضة موجّهة لرئاسة الجمهورية قصد إخراج سكة القطار من مدينة صفاقس. يمكن لك أن تتساءل لماذا؟ و ماذا سأربح من وراء كلّ هذا؟ هدفي الوحيد هو ان لا يكون ابني مجرّد رقم من أرقام ضحايا القطار، و أن لا يذهب موته سدى بل من أجل غاية، أريد ان تصله الرحمة إن وفقني الله في هذا الامر فسيقال الله يرحم من كان سببا.
في بعض الاحيان أحسّ بأنه مشروع دراسي كُلِّفَ به ابني جاسر و طلب مساعدتي فيه كالعادة و ها أنا أقوم بما اعتدت القيام به لدعم ابني (..) السبل ضاقت أمامي خاصة عندما أرى عيني أمّه خاوية من كلّ روح أو دموع وعيني أخيه الصغير الذي يشتاق كلّ يوم للحديث مع أخيه الأكبر، أو الألم الذي يطبق على أنفاسي من شدّة شوقي لابني…