مسرحية ماسح الأحذية تحقق نجاحا جماهيرا وفنياوتكشف عن نص حارق صادم مطلقا صرخة فزع من أجل انقاذ إنسانية .

مسرحية ماسح الأحذية تحقق نجاحا جماهيرا وفنياوتكشف عن نص حارق صادم مطلقا صرخة فزع من أجل انقاذ إنسانية .

21 أكتوبر، 16:00

غصت قاعة التياترو بالمشتل مساء السبت 19 أكتوبر 2024 بجمهور غفير تحدى برودة الطقس وغزارة هطول الامطار من أجل مشاهدة العرض الأول لمسرحية ” ماسح الأحذية ” وهي أول مونودراما للمخرج المتميزة حافظ خليفة وأداء الممثل المهاجر بقطر محمد علي العباسي عن نص أصلي للكاتب العربي الدكتور خالد الجابر ودراماتورجيا بوكثير دوما انتاج جمعية جسور للابداع الفني بقطر.
انطلق العمل بمشهد ماسح للأحذية في أحد انفاق القطارات مديرا ظهره للجمهور غير عابئ بما يدور حوله وكأن الأجواء تنبئ بالنذير وفجأة يقع زلزال كبير وتغلق جميع المنفذ لينطلق ماسح الأحذية في سرد حكايته أو بالأحرى مأساته التي هي مأساة أغلب الشعوب العربية الهاربة من ويلات الحرب لتتطور الحكاية ويمعن الجرح في الإيلام ليتضح أن أن ماسح الأحذية هو أستاذ جامعي فقد عائلته بأكملها في الحرب فهرب من ويلاتها حاملا معه احذيتهم كأغلى ذكرى في حياته ثم يلتقى تحت الأنقاض ببعض الشخصيات المتناقضة في حديثها وتفكيرها وهي تمثل جزء من المجتمع فيخوض معهم حوارا يغوص من خلاله في عمق مأساته ومأساة الإنسانية والاف العائلات التي شردت تحت صمت المجتمع العربي أبدع في صياغة كلماته ومفرداته وتسلسل احداثه الدكتور خالد الجابر الذي قدم نصا حارقا خرقا مطلقا صرخة فزع من أجل انقاذ الإنسانية وعبر ساعة من الزمن لم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها جاعلا من الحذاء أم المشاكل والحلول على مر التاريخ والأحداث والأزمنة. وصفوة القول حسب الكاتب ” لكل مقام حذاء ” و ” أنَّ الحِذاءَ سجنٌ للقَدمِ.. فَرَضتْهُ الحضارةُ الراهنةُ والحذاء هو من جِهةٍ أُخرى مثيرٌ للرغبةِ وأداةٌ للسُّلطةِ القاهرةِ “
فعلى مستوى التمثيل كشفت المسرحية عن قدرة رهيبة للممثل محمد علي العباسي في تقمص الأدوار من شخصية ماسح الأحذية المسكين المستكين الثائر المتمرد الحزين الاب الحنون إلى الرجل العسكري الغاضب المتسرع إلى المثقف المنبت إلى الرجل المغترب فالمرأة الاربعينين المطلقة المتحررة
أما على مستوى الإخراج فقد ابهرنا مرة أخرى حافظ خليفة بطريقته الساحرة في جعلنا نغوص في رحلة وجودية مع شخصية ماسح الأحذية والشخصيات الأخرى باعتماده طرق اخراجية متنوعة وعلى قدرة الممثل على التنوع والتحول والتقمص كذلك على مستوى السينوغرافيا الرقمية والانارة وخيال الظل وحتى الأحذية جعل منها شخصيات ناطقة .
قد قام بالدراماتورجيا الكاتب المبدع بوكثير دومة بكثير من الحرفية دون المساس من جوهر النص وقدمت مصممة الأزياء المخصة شكلا جميلا من الملابس والاكسسوارات التي سهلت عملت التنقل من شخصية إلى أخرى وأعطت لبعض الشخصيات أبعادها الحقيقة
وبالنسبة للناحية الرقمية فقد أمنها الفنان نور الجلولي وعلى مستوى الموسيقى ابدعها الموسيقار التونسي المغترب زياد الطرابلسي .

مواضيع ذات صلة