نادي التربية على المواطنة بدار الثقافة الحنشة يشارك في المشروع الثقافي أكتشف بلادي

نادي التربية على المواطنة بدار الثقافة الحنشة يشارك في المشروع الثقافي أكتشف بلادي

24 ماي، 08:33

إنّ زرع روح المواطنة وحبّ البلاد وعشق الأرض لا يكون إلّا بعد اكتشاف تاريخ الوطن وأسراره وما تزخر به ربوعه من خيرات. ومن هنا انطلق مشروع “أكتشف بلادي” ذو الطابع الثقافي الذي تنظّمه منشورات “كتابي” بصفاقس بالشراكة مع الجمعية التونسية للتربية المدنية والمؤسسات الثقافية برعاية “تفنّن- تونس الإبداعية” المموّلة من الاتّحاد الأوروبي.

يشارك في هذا المشروع عدد من الشباب المنخرطين في نوادي التربية المدنية بالمؤسسات التربوية ونوادي التربية على المواطنة بالمؤسسات أو الجمعيات الثقافية. وتُوثق هذه الأنشطة في شكل كتب مصورة أو أشرطة وثائقية قصيرة، يكون الواحد فيها عبارة عن فسحة في إحدى المناطق التونسيّة، تبعث في المتلقي نوعا من التشويق والحماس لاكتشاف بلاده.

وقد أُتيحت الفرصة لمشاركة “نادي التربية على المواطنة دار الثقافة الحنشة” تحت إشراف السيّدة ريم معطر وعدد من المنشطين. فنُّظمت الزيارات الميدانية والورشات. وقد أبدى شباب المنطقة تفاعلا إيجابيا كشف عن مدى استفادة الناشطين من هذه التجربة وما اكتسبوه من معارف جديدة.

  • الزيارات الميدانية:

تُعتبر معتمديّة الحنشة التابعة لولاية صفاقس منطقة ذات طابع ريفي تقبع بين أحضان الطبيعة من غابات زيتون ولوز وبعض الأشجار المثمرة. وقد لا يعلم البعض أنّها درّة يفوح منها عبق التاريخ بما تكتنفه من أماكن أثريّة تقصّ على الزائرين أمجاد الحضارات القديمة.

انتظمت الزيارات الميدانية وفق جدولة خضعت لانتقاء دقيق ووظيفي للأماكن، وهي كالآتي:

  • الموقع الأثري باراروس: وهي مدينة قديمة لا تزال بقاياها قائمة إلى الآن. تقع على الطريق القديمة الرابطة بين مدينة تيسدروس (الجم) ومدينة أوسيلا تحديدا على بعد 13 كم جنوب شرق الجم في هنشير الرّقة. تعود أصول المدينة إلى البربر قبل أن تصبح مدينة بونية ثم مدينة رومانية مزدهرة خاصّة بازدهار فلاحة الزيتون.
  • زاوية سيدي حسن بالحاج: موقع أثري ذو طابع ديني. يحيط به مجموعة من الأراضي الفلاحية وهي أحباس تابعة للولي الصالح. وقد زار المشاركون المنطقة، وحظوا باستقبال حسن من طرف عائلة الحاج بشير بن محمود بزالبة، وجالت بهم العائلة ربوع الحقول الممتدّة، وعرّفتهم على ما يقومون به من أنشطة فلاحيّة في الزراعة وتربية الماشية.
  • كما قاموا بزيارة : السوق الأسبوعي بالحنشة  – المكتبة العمومية بالحنشة – دار الشباب بالحنشة – مركب الطفولة بالحنشة – المدرسة الإعدادية الحسين بالحاج خالد – المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس – الخلية الترابية للإرشاد الفلاحي بالحنشة – شركة اللف بالجنوب – الولي الصالح أم صالح – بلدية الحنشة – معتمدية الحنشة – الدائرة الصحية بالحنشة مركز الصحة الأساسية سيدي حسن بالحاج – مشروع المرأة الريفيّة  bir salah el henchaSfax (Om Ahmed moringa) – ملعب الحنشة – محطة القطار بالحنشة – بلدية النصر بالغرابة – الديوان الوطني للإرسال الايذاعي والتلفزي: محطة الإرسال التلفزي بالغرابة – المنطقة الصناعية بالغرابة  – المنطقة السقوية بالغرابة:مجمّع التنمية “الإمتياز” البئر الأحمر الغرابة – FIPAL QUALI INDUSTRIES : fabrication des lubrifiants et graisses
  •   لقاءات:

وكان لهم لقاءات مهمّة مع السيد رئيس بلدية الحنشة والسيد رئيس بلدية النصر.

انبهر الشباب بالمخزون الذي تظفر به منطقتهم وقد صرّحوا بأنّ بعضها لم يسبق لهم زيارتها وقد سنحت لهم هذه الزيارات الميدانية متعة اكتشافها لأوّل مرّة.

  • الورشات والأنشطة:

في إطار “أكتشف بلادي” شارك شباب النادي في ورشتين :

  1. ورشة التركيب السينمائي:

أشرف على نشاط الشباب في هذه الورشة الأستاذ الشاب مروان قراطي. وقد امتدّت على عدّة لقاءات تهدف إلى تمكين الشباب من المهارات وارشادهم بالنصائح التقنية سهلة التطبيق وللتعرّف على آخر ما توصلّت إليه صناعة الأفلام ومتابعة عملية إنتاج الشريط السينمائي وصناعة الفيلم من خلال دراسة أهم مراحل صناعة الفيلم والتدرّب عليها، بدأً من الفكرة، مرورًا بالإخراج، كتابة السيناريو والتصوير، وصولًا إلى المونتاج.

  • ورشة الخط العربي:

أشرف على أشغال الورشة الأستاذان رضا الغالي وعبد الحفيظ التليلي. تتضمّن الورشات محاولات فنيّة ومجموعة من المعلومات في غاية الأهمية والدّقة، تساعد الشباب على إثراء خبراتهم بمعرفة جديدة تعزّز من قدراتهم وتحفّزهم على الإبداع. تُوجّت ورشة الخطّ العربي بمعرض عنوانه “الخط العربي فنّ وإبداع” من إنتاج دار الثقافة الحنشة.

  • انطباعات الشباب إثر هذه التجربة:

عبّر شباب المنطقة على فرادة التجربة التي سُنحت لهم، خاصة وأنّ مشروع “أكتشف بلادي” فتح المجال أمامهم لاكتساب الكثير من الخبرات والمھارات. ويشهد الأساتذة المشرفون على مدى تأثیرھا الفعّال على الشباب.

فقد تجوّل الشباب في ربوع الحنشة، وبحثوا عن مواطن الجمال فيها، وتنفّسوا عبق التاريخ، ووثّقوا ما شاهدوه، وكانت لهم لقاءات مباشرة مع بعض المشرفين على مؤسّسات الدولة وهياكل المجتمع المدني.. فرصدوا مشاغل المنطقة وتدارسوا سبل مزيد الارتقاء بها.

  • تقول التلميذة أمل حمدي:” لقد استفدنا كثيرا من المشاركة في مشروع “أكتشف بلادي”. إنّها تجربة جديدة مكّنتنا من استكشاف أسرار مناطقنا. نأمل أن تكون الورشات والأنشطة سلسلة متواصلة لتطوير المكتسبات”.
  • يضيف الشاب معز المحجوبي :” تبدو الزيارات الميدانية بمثابة اكتشافات جديدة، تعرّفنا من خلالها على أماكن مهمّة ومعالم ثرية. نتمنى إعادة التجربة”.
  • أجابت التلميذة أريج الطاهري معبّرة عن انطباعها بعد المشاركة في “أكتشف بلادي”:  استمتعنا بالزيارات واستفدنا منها في الآن نفسه، اكتشفنا مناطق جديدة في معتمديّة الحنشة نراها أوّل مرّة بالرغم من أنّنا من أصيلي الجهة”.

وإیمانًا بالأثر الإيجابي لھذه البرامج الھادفة التي من شأنها خدمة المجتمع وأبنائه، یسعد أعضاء النادي والمشرفين عليه الاستمرار في دعم مثل ھذه الأنشطة الممیّزة التي تطوّر مكتسبات شبابنا وترسّخ في نفوسهم معنى الانتماء والهويّة وبالتالي زرع روح المواطنة، داعيين الشباب إلى الانخراط في هذا الحراك الثقافي.

كوثر ميلاد

مواضيع ذات صلة